Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 53-53)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ } وضع المظهر في مقام المضمر تصريحاً بإجرامهم وذماً لهم بذلك ، والرؤية بصرية ، وجاء عن أبـي سعيد الخدري كما أخرجه عنه أحمد وابن جرير والحاكم وصححه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن الكافر ليرى جهنم من مسير أربعين سنة " { فَظَنُّواْ } أي علموا كما أخرجه عبد الرزاق وجماعة عن قتادة ، وهو الظاهر من حالهم بعد قول الله تعالى ذلك واستغاثتهم بشركائهم وعدم استجابتهم لهم وجعل الموبق بينهم . وقيل الظن على ظاهره وهم لم يتيقنوا { أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا } أي مخالطوها واقعون فيها لعدم يأسهم من رحمة الله تعالى قبل دخولهم فيها ، وقيل إنهم لما رأوها من بعيد كما سمعت في الحديث ظنوا أنها تخطفهم في الحال فإن اسم الفاعل موضوع للحال فالمتيقن أصل الدخول والمظنون الدخول حالاً . وفي مصحف عبد الله { ملاقوها } وكذلك قرأ الأعمش وابن غزوان عن طلحة ، واختير جعلها تفسيراً لمخالفتها سواد المصحف ، وعن علقمة أنه قرأ { ملافوها } بالفاء مشددة من لف الشيء { وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفًا } أي مكاناً ينصرفون إليه . قال أبو كبير الهذلي : @ أزهير هل عن شيبة بن مصرف أم لا خلود لباذل متكلف @@ فهو اسم مكان ، وجوز أن يكون اسم زمان ، وكذا جوز أبو البقاء وتبعه غيره أن يكون مصدراً أي انصرافاً ، وفي « الدر المصون » أنه سهو فإنه جعل مفعل بكسر العين مصدراً من صحيح مضارعه يفعل بالكسر وقد نصوا على أن مصدره مفتوح العين لا غير واسم زمانه ومكانه مكسورها ، نعم إن القول بأنه مصدر مقبول في قراءة زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما { مصرفاً } بفتح الراء .