Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 62-62)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّا جَاوَزَا } أي ما فيه المقصد من مجمع البحرين ، صح أنهما انطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان الغد وارتفع النهار أحس موسى عليه السلام بالجوع فعند ذلك { قَالَ لِفَتَـٰهُ ءاتِنَا غَدَاءنَا } وهو الطعام الذي يؤكل أول النهار ، والمراد به الحوت على ما ينبـىء عنه ظاهر الجواب وقيل سارا ليلتهما إلى الغد فقال ذلك . { لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً } أي تعباً وإعياءً ، و { هَـٰذَا } إشارة إلى سفرهم الذي هم ملتبسون به ولكن باعتبار بعض أجزائه ، فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قال : " لم يجد موسى شيئاً من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به " وذكر أنه يفهم من الفحوى ، والتخصيص بالذكر أنه لم ينصب في سائر أسفاره والحكمة في حصول الجوع والتعب له حين جاوز أن يطلب الغداء فيذكر الحوت فيرجع إلى حيث يجتمع بمراده . وعن أبـي بكر غالب بن عطية والد أبـي عبد الحق المفسر قال : سمعت أبا الفضل الجوهري يقول في وعظه : مشى موسى إلى المناجاة فبقي أربعين يوماً لم يحتج إلى طعام ؛ ولما مشى إلى بشر لحقه الجوع في بعض يوم . والجملة في محل التعليل للأمر بإيتاء الغداء إما باعتبار أن النصب إنما يعتري بسبب الضعف الناشىء عن الجوع ، وإما باعتبار ما في أثناء التغدي من استراحة ما . وقرأ عبد الله بن عبيد بن عمير { نصباً } بضمتين ، قال صاحب « اللوامح » : وهي إحدى اللغات الأربع في هذه الكلمة .