Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 11-11)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ } أي من المصلى كما روي عن ابن زيد أو من الغرفة كما قيل ، وأصل المحراب كما قال الطبرسي : ( ( مجلس الأشراف الذي يحارب دونه ذباً عن أهله ، ويسمى محل العبادة محراباً لما أن العابد كالمحارب للشيطان فيه ) ) ، وإطلاق المحراب على المعروف اليوم في المساجد لذلك وهو محدث لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد ألف الجلال السيوطي في ذلك رسالة صغيرة سماها « إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب » . روي أن قومه كانوا من وراء المحراب ينتظرون أن يفتح لهم الباب فيدخلوه ويصلوا فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم متغيراً لونه فأنكروه وقالوا : مالك ؟ { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ } أي أومأ إليهم وأشار كما روي عن قتادة وابن منبه والكلبـي والقرطبـي وهو إحدى الروايتين عن مجاهد ، ويشهد له قوله تعالى : { إِلاَّ رَمْزًا } [ آل عمران : 41 ] وروي عن ابن عباس كتب لهم على الأرض . { أَن سَبّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً } وهو الرواية الأخرى عن مجاهد لكن بلفظ على التراب بدل على الأرض وقال عكرمة : كتب على ورقة . وجاء إطلاق الوحي على الكتابة في كلام العرب ومنه قول عنترة : @ كوحي صحائف من عهد كسرى فأهداها لأعجم طمطمى @@ وقول ذي الرمة : @ سوى الأربع الدهم اللواتي كأنها بقية وحي في بطون الصحائف @@ و { أنٍ } إما مفسرة أو مصدرية فتقدر قبلها الباء الجارة . والمراد بالتسبيح الصلاة مجازاً بعلاقة الاشتمال وهو المروي عن ابن عباس وقتادة وجماعة و { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } ظرفا زمان له . والمراد بذلك كما أخرج ابن أبـي حاتم عن أبـي العالية صلاة الفجر وصلاة العصر ، وقال بعض : التسبيح على ظاهره وهو التنزيه أي نزهوا ربكم طرفي النهار ، ولعله عليه السلام كان مأموراً بأن يسبح شكراً ويأمر قومه . وقال صاحب « التحرير والتحبير » : عندي في هذا معنى لطيف وهو أنه إنما خص التسبيح بالذكر لأن العادة جارية أن كل من رأى أمراً عجب منه أو رأى فيه بديع صنعة أو غريب حكمة يقول : سبحان الله تعالى سبحان الخالق جل جلاله فلما رأى حصول الولد من شيخ وعاقر عجب من ذلك فسبح وأمر بالتسبيح اهـ . / فأمرهم بالتسبيح إشارة إلى حصول أمر عجيب ، وقيل : إنه عليه السلام كان قد أخبر قومه بما بشر به قبل جعل العلامة فلما تعذر عليه الكلام أشار إليهم بحصول ما بشر به من الأمر العجيب فسروا بذلك . وقرأ طلحة { أن سبحوه } بهاء الضمير عائدة إلى الله تعالى ، وروى ابن غزوان عن طلحة { أن سبحن } بنون مشددة .