Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 28-28)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَا أخْتَ هَـٰرُونَ } استئناف لتجديد التعيير وتأكيد التوبيخ . وليس المراد بهٰرون أخا موسى بن عمران عليهما السلام لما أخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي والطبراني وابن حبان وغيرهم عن المغيرة بن شعبة قال : " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران فقالوا : أرأيت ما تقرأون { يَا أُخْتَ هَـٰرُونَ } وموسى قبل عيسى بكذا وكذا قال : فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله عليه الصلاة والسلام فقال : ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم " بل هو على ما روي عن الكلبـي أخ لها من أبيها . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال : هو رجل صالح في بني إسرائيل وروي عنه أنه قال ذكر لنا أنه تبع جنازته يوم مات أربعون ألفاً من بني إسرائيل كلهم يسمى هٰرون . والأخت على هذا بمعنى المشابهة وشبهوها به تهكماً أو لما رأوا قبل من صلاحها ، وأخرج ابن أبـي حاتم عن سعيد بن جبير أنه رجل طالح فشبهوها به شتماً لها . وقيل : المراد به هٰرون أخو موسى عليهما السلام ، وأخرج ذلك ابن أبـي حاتم أيضاً عن السدي وعلي بن أبـي طلحة وكانت من أعقاب من كان معه في طبقة الأخوة فوصفها بالأخوة لكونها وصف أصلها . وجوز أن يكون هٰرون مطلقاً على نسله كهاشم وتميم ، والمراد بالأخت أنها واحدة منهم كما يقال أخا العرب وهو المروي عن السدي . { مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } تقرير لكون ما جاءت به فرياً أو تنبيه على أن ارتكاب الفواحش من أولاد الصالحين أفحش . وفيه دليل على أن الفروع غالباً تكون زاكية إذا زكت الأصول وينكر عليها إذا جاءت بضد ذلك . وقرأ عمر بن لجأ التيمي الشاعر الذي كان يهاجي جريراً { ما كان أباك امرؤ سوء } بجعل الخبر المعرفة والاسم النكرة . وحسن ذلك قليلاً وجود مسوغ الابتداء فيها وهو الإضافة .