Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 36-36)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ } عطف على ما قال الواحدي على قوله { إِنّى عَبْدُ ٱللَّهِ } [ مريم : 30 ] فهو من تمام قول عيسى عليه السلام تقريراً لمعنى العبودية والآيتان معترضتان ، ويؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما . وقرأ أبـي بغير واو . والظاهر أنه على هذا بتقدير القول خطاباً لسيد المخاطبين صلى الله عليه وسلم أي قل يا محمد إن الله الخ . وقرأ الحرميان وأبو عمرو { وأن } بالواو وفتح الهمزة . وخرجه الزمخشري على حذف حرف الجر وتعلقه باعبدوه أي ولأنه تعالى ربـي وربكم فاعبدوه وهو كقوله تعالى : { وَأَنَّ ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً } [ الجن : 18 ] وهو قول الخليل وسيبويه . وأجاز الفراء أن يكون أن وما بعدها في تأويل مصدر عطفاً على { ٱلزَّكَٰوةَ } [ مريم : 31 ] أي وأوصاني بالصلاة والزكاة وبأن الله ربـي وربكم الخ . وأجاز الكسائي أن يكون ذلك خبر مبتدأ محذوف أي والأمر أن الله ربـي وربكم . وحكى أبو عبيدة عن أبـي عمرو بن العلاء أنه عطف على { أمْراً } من قوله تعالى : { إِذَا قَضَى أَمْرًا } [ مريم : 35 ] أي إذ قضى أمراً وقضى أن الله ربـي وربكم وهو تخبيط في الإعراب فلعله لا يصح عن أبـي عمرو فإنه من الجلالة في علم النحو بمكان ، وقيل : إنه عطف على { ٱلْكِتَابَ } [ مريم : 30 ] وأكثر الأقوال كما ترى . وفي حرف أبـي رضي الله تعالى عنه أيضاً { وبأن } بالواو وباء الجر وخرجه بعضهم بالعطف على الصلاة أو الزكاة وبعضهم بأنه متعلق باعبدوه أي بسبب ذلك فاعبدوه ، والخطاب إما لمعاصري عيسى عليه السلام وإما لمعاصري نبينا صلى الله عليه وسلم { هَـٰذَا } أي ما ذكر من التوحيد { صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ } لا يضل سالكه .