Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 80-80)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰبَنِي إِسْرٰءيلَ } حكاية لما خاطبهم تعالى به بعد إغراق عدوهم وإنجائهم منه لكن لا عقيب ذلك بل بعدما أفاض عليهم من فنون النعم الدينية والدنيوية ما أفاض . وقيل : إنشاء خطاب للذين كانوا منهم في عهد النبـي صلى الله عليه وسلم على معنى أنه تعالى قد منَّ عليهم بما فعل بآبائهم أصالة وبهم تبعاً ، وتعقب بأنه يرده قوله تعالى : { وَمَا أَعْجَلَكَ } [ طه : 83 ] الخ ضرورة استحالة حمله على الإنشاء وكذا السباق فالوجه هو الحكاية بتقدير قلنا عطفاً على { أَوْحَيْنَا } [ طه : 77 ] أي وقلنا يا بني إسرائيل { قَدْ أَنجَيْنَـٰكُمْ مّنْ عَدُوّكُمْ } فرعون وقومه حيث كانوا يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم . / وقرأ حميد { نجينـٰكم } بتشديد الجيم من غير همزة قبلها وبنون العظمة . وقرأ حمزة والكسائي والأعمش وطلحة { أنجيتكم } بتاء الضمير . { وَوَاعَدْنَـٰكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ } بالنصب على أنه صفة المضاف . وقرىء بالجر وخرجه الزمخشري على الجوار نحو - هذا جحر ضب خرب - . وتعقبه أبوحيان بأن الجر المذكور من الشذوذ والقلة بحيث ينبغي أن لا تخرج القراءة عليه وقال : الصحيح أنه نعت للطور لما فيه من اليمن ، وإما لكونه عن يمين من يستقبل الجبل اهـ . والحق أن القلة لم تصل إلى حد منع تخريج القراءة لا سيما إذا كانت شاذة على ذلك وتوافق القراءتين يقتضيه ، قوله : وإما لكونه الخ غير صحيح على تقدير أن يكون الطور هو الجبل ولو قال : وإما لكونه عن يمين من انطلق من مصر إلى الشام لكان صحيحاً ، ونصب { جَانِبَ } على الظرفية بناء على ما نقل الخفاجي عن الراغب وابن مالك في « شرح التسهيل » من أنه سمع نصب جنب وما بمعناه على الظرفية . ومنع بعضهم ذلك لأنه محدود وجعله منصوباً على أنه مفعول واعدنا على الاتساع أو بتقدير مضاف أي إتيان جانب الخ . وإلى هذا ذهب أبو البقاء . وإذا كان ظرفاً فالمفعول مقدراً أي وواعدناكم بواسطة نبيكم في ذلك الجانب إتيان موسى عليه السلام للمناجاة وإنزال التوراة عليه ، ونسبت المواعدة إليهم مع كونها لموسى عليه السلام نظراً إلى ملابستها إياهم وسراية منفعتها إليهم فكأنهم كلهم مواعدون فالمجاز في النسبة وفي ذلك إيفاء مقام الامتنان حقه ما فيه . وقرأ حمزة والمذكورون معه آنفاً { وواعدتكم } بتاء الضمير أيضاً . وقرىء { ووعدناكم } من الوعد . { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } الترنجبين والسماني حيث كان ينزل عليهم المن وهم في التيه مثل الثلج من الفجر إلى الطلوع لكل إنسان صاع ويبعث الجنوب عليهم السماني فيأخذ الواحد منهم ما يكفيه .