Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 51-51)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ سَعَوْاْ فِى ءايَـٰتِنَا } أي بذلوا الجهد في إبطالها فسموها تارة سحراً وتارة / شعراً وتارة أساطير الأولين . وأصل السعي الإسراع في المشي ويطلق على الإصلاح والإفساد يقال : سعى في أمر فلان إذا أصلحه أو أفسده بسعيه فيه { مُعَـٰجِزِينَ } أي مسابقين للمؤمنين ؛ والمراد بمسابقتهم مشاقتهم لهم ومعارضتهم فكلما طلبوا إظهار الحق طلب هؤلاء إبطاله ، وأصله من عاجزه فاعجزه وعجزه إذا سابقه فسبقه فإن كلا من المتسابقين يريد إعجاز الآخر عن اللحاق . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والجحدري وأبو السمال والزعفراني { معجزين } بالتشديد أي مثبطين الناس عن الإيمان . وقال أبو علي الفارسي : ناسبين المسلمين إلى العجز كما تقول : فسقت فلاناً إذا نسبته إلى الفسق وهو المناسب لقوله تعالى : { يَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } [ الحج : 47 ] وقرأ ابن الزبير { مُعَـٰجِزِينَ } بسكون العين وتخفيف الزاي من أعجزك إذا سبقك ففاتك ، قال صاحب « اللوامح » : والمراد هنا ظانين أنهم يعجزوننا وذلك لظنهم أنهم لا يبعثون ، وفسر { مُعَـٰجِزِينَ } في قراءة الجمهور بمثل ذلك ، والوصف على جميع القراءات حال من ضمير { سَعَوْاْ } وليست مقدرة على شيء منها كما يظهر للمتأمل { أُوْلَـٰئِكَ } الموصوفون بما ذكر { أَصْحَـٰبِ ٱلْجَحِيمِ } أي ملازمو النار الشديدة التأجج ، وقيل هو اسم دركة من دركات النار .