Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 72-72)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُنَا } عطف على { يَعْبُدُونَ } [ الحج : 71 ] وما بينهما اعتراض ، وصيغة المضارع للدلالة على الاستمرار التجددي ، وقوله تعالى : { بَيّنَـٰتٍ } حال من الآيات أي واضحات الدلالة على العقائد الحقة والأحكام الصادقة أو على بطلان ما هم عليه من عبادة غير الله تعالى . { تَعْرِفُ فِى وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي في وجوههم ، والعدول على نحو ما تقدم ، والخطاب إما لسيد المخاطبين صلى الله عليه وسلم أو لمن يصح أن يعرف كائناً من كان { ٱلْمُنْكَرَ } أي الإنكار على أنه مصدر ميمي ، والمراد علامة الإنكار أو الأمر المستقبح من التجهم والبسور والهيئات الدالة على ما يقصدونه وهو الأنسب بقوله تعالى : { يَكَـٰدُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُنَا } / أي يثبون ويبطشون بهم من فرط الغيظ والغضب لأباطيل أخذوها تقليداً ، ولا يخفى ما في ذلك من الجهالة العظيمة ، وكان المراد أنهم طول دهرهم يقاربون ذلك وإلا فقد سطوا في بعض الأوقات ببعض الصحابة التالين كما في « البحر » ، والجملة في موقع الحال من المضاف إليه ، وجوز أن يكون من { الوجوه } على أن المراد بها أصحابها وليس بالوجه . وقرأ عيسى بن عمر { يُعْرَفُ } بالبناء للمفعول { ٱلْمُنْكَرَ } بالرفع . { قُلْ } على وجه الوعيد والتقريع { أَفَأُنَبّئُكُم } أي أخاطبكم أو أتسمعون فأخبركم { بِشَرّ مّن ذٰلِكُمُ } الذي فيكم من غيظكم على التالين وسطوكم عليهم أو مما أصابكم من الضجر بسبب ما تلي عليكم { ٱلنَّارِ } أي هو أو هي النار على أنه خبر مبتدأ محذوف والجملة جواب لسؤال مقدر كأنه قيل : ما هو ؟ وقيل هو مبتدأ خبره قوله تعالى : { وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وهو على الوجه الأول جملة مستأنفة ، وجوز أن يكون خبراً بعد خبر . وقرأ ابن أبـي عبلة وإبراهيم بن يوسف عن الأعشى وزيد بن علي رضي الله تعالى عنهما { ٱلنَّارِ } بالنصب على الاختصاص ، وجملة { وَعَدَهَا } الخ مستأنفة أو حال من { ٱلنَّارِ } بتقدير قد أو بدونه على الخلاف ، ولم يجوزوا في قراءة الرفع الحالية على الإعراب الأول إذ ليس في الجملة ما يصح عمله في الحال . وجوز في النصب أن يكون من باب الاشتغال وتكون الجملة حينئذٍ مفسرة . وقرأ ابن أبـي إسحاق وإبراهيم بن نوح عن قتيبة { ٱلنَّارِ } بالجر على الإبدال من { شر } ، وفي الجملة احتمالا الاستئناف والحالية ، والظاهر معنى أن يكون الضمير في { وَعَدَهَا } هو المفعول الثاني والأول الموصول أي وعد الذين كفروا إياها ، والظاهر لفظاً أن يكون المفعول الأول والثاني الموصول كأن النار وعدت بالكفار لتأكلهم { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } النار .