Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 11-11)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ } صفة كاشفة أو عطف بيان أو بدل ، وأياً ما كان ففيه بيان لما يرثونه وتقييد للوراثة بعد إطلاقها تفخيماً لها وتأكيداً ، والفردوس أعلا الجنان ، أخرج عبد بن حميد والترمذي وقال : حسن صحيح غريب عن أنس رضي الله تعالى عنه " أن الربيع بنت النضر أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابنها الحرث بن سراقة أصيب يوم بدر أصابه سهم غرب فقالت : أخبرني عن حارثة فإن كان أصاب الجنة احتسبت وصبرت وإن كان لم يصب الجنة اجتهدت في الدعاء فقال النبـي صلى الله عليه وسلم : « إنها جنان في جنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها " وعلى هذا لا إشكال في الحصر على ما أشرنا إليه أولاً فإن غير المتصف بما ذكر من الصفات وإن دخل الجنة لا يرث الفردوس التي هي أفضلها ، وبتقدير إرثه إياها فهو ليس حقيقاً بأن يسمى وارثاً لما أن ذلك إنما يكون في الأغلب بعد كد ونصب ، وإرثهم إياها من الكفار حيث فوتوها على أنفسهم لأنه تعالى خلق لكل منزلاً في الجنة ومنزلاً في النار . أخرج سعيد بن منصور وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وغيرهم عن أبـي هريرة قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما منكم من أحد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزلة فذلك قوله تعالى : { أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ } " وقيل الإرث استعارة للاستحقاق وفي ذلك من المبالغة ما فيه لأن الإرث أقوى أسباب الملك ، واختير الأول لأنه تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما صححه القرطبـي . { هُمْ فِيهَا } أي في الفردوس وهو على ما ذكره ابن الشحنة مما يؤنث ويذكر . وذكر بعضهم أن التأنيث باعتبار أنه اسم للجنة أو لطبقتها العليا ، وقد تقدم لك تمام الكلام في الفردوس . { خَـٰلِدُونَ } لا يخرجون منها أبداً ، والجملة إما مستأنفة مقررة لما قبلها وإما حال مقدرة من فاعل { يَرِثُونَ } أو مفعوله كما قال أبو البقاء إذ فيها ذكر كل منهما ، ومعنى الكلام لا يموتون ولا يخرجون منها .