Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 40-40)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ } تعالى إجابة لدعائه وعِدَة بما طلب . { عَمَّا قَلِيلٍ } أي عن زمان قليل فما صلة بين الجار والمجرور جيء بها لتأكيد معنى القلة و { قَلِيلٌ } صفة لزمان حذف واستغنى به عنه ومجيئه كذلك كثير ، وجوز أن تكون { مَا } نكرة تامة و { قَلِيلٌ } بدلاً منها ، وأن تكون نكرة موصوفة بقليل ، و { عَنْ } بمعنى بعد هنا وهي متعلق بقوله تعالى : { لَّيُصْبِحُنَّ نَـٰدِمِينَ } وتعلقها بكل من الفعل والوصف محتمل ، وجاز ذلك مع توسط لام القسم لأن الجار كالظرف يتوسع فيه ما لا يتوسع في غيره . وقال أبو حيان : جمهور أصحابنا على أن لام القسم لا يتقدمها معمول ما بعدها سواء كان ظرفاً أم جاراً ومجروراً أو غيرهما ، وعليه يكون ذلك متعلقاً بمحذوف يدل عليه ما قبله والتقدير عما قليل تنصر أو ما بعده أي يصبحون عما قليل ليصبحن الخ ، ومذهب الفراء وأبـي عبيدة أنه يجوز تقديم معمول ( ما ) في حيز هذه اللام عليها مطلقاً ، و { يُصْبِحَ } بمعنى يصير أي بالله تعالى ليصيرن نادمين على ما فعلوا من التكذيب بعد زمان قليل وذلك وقت نزول العذاب في الدنيا ومعاينتهم له ، وقيل : بعد الموت ، وفي « اللوامح » عن بعضهم { لتصبحن } بتاء على المخاطبة فلو ذهب ذاهب إلى أن القول من الرسول إلى الكفار بعدما أجيب دعاؤه لكان جائزاً .