Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 28-28)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَا وَيْلَتَىٰ } بقلب ياء المتكلم ألفاً كما في صحارى ، وقرأ الحسن وابن قطيب ( يا ويلتي ) بكسر التاء والياء على الأصل ، وقرأت فرقة بالإمالة ، قال أبو علي : وترك الإمالة أحسن لأن الأصل في هذه اللفظة الياء فأبدلت الكسرة فتحة والياء ألفاً فراراً من الياء فمن أمال رجع إلى الذي عنه فر أولا ، وأياً ما كان فالمعنى يا هلكتي تعالى واحضري فهذا أوانك { لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } أراد بفلان الشيطان أو من أضله في الدنيا كائناً من كان أو أبيا ان كان الظالم عقبة ، أو عقبة إن كان الظالم أبياً وهو كناية عن علم مذكر وفلانة عن علم مؤنث ، واشترط ابن الحاجب في فلان أن يكون محكياً بالقول كما هنا ، ورده في « شرح التسهيل » بأنه سمع خلافه كثيراً كقوله : @ وإذا فلان مات عن أكرومة دفعوا معاوز فقره بفلان @@ وتقدير القول فيه غير ظاهر ، والفلان والفلانة كناية عن غير العاقل من الحيوانات كما قال الراغب ، وفل / وفلة كناية عن نكرة من يعقل فالأول بمعنى رجل والثاني بمعنى امرأة ، ووهم ابن عصفور وابن مالك . وصاحب « البسيط » كما في « البحر » في قولهم : فل كناية عن العلم كفلان ويختص بالنداء إلا ضرورة كما في قوله : @ في لجة أمسك فلان عن فل @@ وليس مرخم فلان خلافاً للفراء ، واختلفوا في لام فل وفلان فقيل واو ، وقيل : ياء ، وكنوا بهن بفتح الهاء وتخيف النون عن أسماء الأجناس كثيراً ، وقد كنى به عن الأعلام كما في قوله : @ والله أعطاك فضلاً عن عطيته على هن وهن فيما مضى وهن @@ فإنه على ما قال الخفاجي أراد عبد الله ، وإبراهيم وحسناً . والخليل من الخلة بضم الخاء بمعنى المودة أطلق عليها ذلك إما لأنها تتخلل النفس أي تتوسطها ، وأنشد : @ قد تخللت مسلك الروح مني وبه سمي الخليل خليلاً @@ وإما لأنها تخلها فتؤثر فيها تأثير السهم في الرمية ، وإما لفرط الحاجة إليها ، وهذا التمني وإن كان مسوقاً لابراز الندم والحسرة لكنه متضمن لنوع تعلل واعتذار بتوريك جنايته إلى الغير .