Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 195-195)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

متعلق بنزل عند جمع من الأجلة ويكون حينئذ على ما قال الشهاب بدلاً من { بِهِ } [ الشعراء : 193 ] بإعادة العامل ، وتقديم { لِتَكُونَ } [ الشعراء : 194 ] الخ للاعتناء بأمر الإنذار ولئلا يتوهم أن كونه عليه الصلاة والسلام من جملة المنذرين المذكورين متوقف على كون الإنزال بلسان عربـي مبين ، واستحسن كون الباء للملابسة والجار والمجرور في موضع الحال من ضمير { بِهِ } أي نزل به ملتبساً بلغة عربية واضحة المعنى ظاهرة المدلول لئلا يبقى لهم عذر ، وقيل : بلغة مبينة لهم ما يحتاجون إليه من أمور دينهم ودنياهم على أن { مُّبِينٌ } من أبان المتعدي ، والأول أظهر . وجوز أن يتعلق الجار والمجرور بالمنذرين أي لتكون من الذين أنذروا بلغة العرب وهم هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد صلى الله عليه وسلم ، وزاد بعضهم خالد بن سنان وصفوان بن حنظلة عليهما السلام . وتعقب بأنه يؤدي إلى أن غاية الإنزال كونه عليه السلام من جملة المنذرين باللغة العربية فقط من هود وصالح وشعيب عليهم السلام ، ولا يخفى فساده كيف لا ، والطامة الكبرى في باب الإنذار ما أنذره نوح وموسى عليهما السلام ، وأشد الزواجر تأثيراً في قلوب المشركين ما أنذره إبراهيم عليه السلام لانتمائهم إليه وادعائهم أنهم على ملته عليه السلام ، وذكر بعضهم أن المراد على هذا الوجه أنك أنذرتهم كما أنذر آباؤهم الأولون وأنك لست بمبتدع بهذا فكيف كذبوك ، والحق أن الوجه المذكور دون الوجه السابق ، وأما أنه فاسد معنى كما يقتضيه كلام المتعقب فلا .