Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 92-92)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَنْ أَتْلُوَ ٱلْقُرْءانَ } أي أواظب على قراءته على الناس بطريق تكرير الدعوة وتثنيته الإرشاد لكفايته في الهداية إلى طريق الرشاد ، وقيل أي أواظب على قراءته لينكشف لي حقائقه الرائقة المخزونة في تضاعيفه شيئاً فشيئاً فإن المواظبة على قراءته من أسباب فتح باب الفيوضات الإلهية والأسرار القدسية ، " وقد حكي أنه صلى الله عليه وسلم قام ليلة يصلي فقرأ قوله تعالى : { إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ } [ المائدة : 118 ] فما زال يكررها ويظهر له من أسرارها ما يظهر حتى طلع الفجر " ، وقيل أتلو من تلاه إذا تبعه ، أي وأن أتبع القرآن ، وهو خلاف الظاهر ، ويؤيد ما ذكرناه أولاً من المعنى ما في حرف أبـي كما أخرجه أبو عبيد . وابن المنذر عن هارون ( وأتل عليهم القرآن ) وحكى عنه في « البحر » أنه قرأ ( وأتل هذا القرآن ) ، ولا تأييد فيه لما ذكرنا . وقرأ عبد الله ( وأن أتل ) بغير واو أمراً من تلا فجاز أن تكون أن مصدرية وصلت بالأمر ، وجاز أن تكون مفسرة على إضمار أمرت . { فَمَنُ ٱهْتَدَىٰ } أي بالإيمان بالقرآن والعمل بما فيه من الشرائع والأحكام ، وقيل أي بالاتباع فيما / ذكر من العبادة والإسلام ، وتلاوة القرآن أو اتباعه { فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ } أي فإنما منافع اهتدائه تعود إليه { وَمَن ضَلَّ } بالكفر به والإعراض عنه ، وقيل بالمخالفة فيما ذكر { فَقُلْ } أي له . { إِنَّمَا أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ } وقد خرجت عن عهدة الإنذار فليس علي من وبال ضلالك شيء وإنما هو عليك فقط ، ويعلم مما ذكرنا أن جواب الشرط جملة القول وما في حيزه والرابط المشترط في مثله محذوف وقدره بعضهم بعد المنذرين أي من المنذرين إياه ، وجوز أبو حيان كون الجواب محذوفاً أي من ضل فوبال ضلاله مختص به وحذف ذلك لدلالة جواب مقابله عليه ، وجوز بعضهم كون الجملة بعد هي الجواب ولكونها كناية تعريضية عما قدره أبو حيان لم تحتج إلى رابط ثم إن ظاهر التصريح بقل هنا يقتضي أن يكون { فَمَنُ ٱهْتَدَىٰ } الخ من كلامه عز وجل عقب به أمره صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم ما قبله ، ولا بعد في كونه من مقول القول المقدر قبل قوله تعالى : { إِنَّمَا أُمِرْتُ } [ النمل : 91 ] كما سمعت .