Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 18-18)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَأَصْبَحَ فِى ٱلْمَدِينَةِ خَائِفاً } وقوع المكروه به { يَتَرَقَّبُ } يترصد ذلك أو الأخبار هل وقفوا على ما كان منه وكان عليه السلام فيما يروى قد دفن القبطي بعد أن مات في الرمل ، وقيل : خائفاً وقوع المكروه من فرعون يترقب نصرة ربه عز وجل ، وقيل : يترقب أن يسلمه قومه ، وقيل : يترقب هداية قومه ، وقيل : خائفاً من ربه عز وجل يترقب المغفرة ، والكل كما ترى ، والمتبادر على ما قيل : أن { في المدينة } متعلق بأصبح واسم أصبح ضمير موسى عليه السلام و { خائفاً } خبرها وجملة { يترقب } خبر بعد خبر أو حال من الضمير في { خائفاً } . وقال أبو البقاء : { يترقب } حال مبدلة من الحال الأولى أو تأكيد لها أو حال من الضمير في { خائفاً } اهـ . وفيه احتمال كون { أصبح } تامة واحتمال كونها ناقصة والخبر { في المدينة } ولا يخفى عليك ما هو الأولى من ذلك . { فَإِذَا ٱلَّذِى ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلأَمْسِ } وهو الإسرائيلي الذي قتل عليه السلام القبطي بسببه { يَسْتَصْرِخُهُ } أي يستغيثه من قبطي آخر برفع الصوت من الصراخ وهو في الأصل الصياح ثم تجوز به عن الاستغاثة لعدم خلوها منه غالباً وشاع حتى صار حقيقة عرفية ، وقيل : معنى يستصرخه يطلب إزالة صراخه ، و ( إذا ) للمفاجأة وما بعدها مبتدأ وجملة { يستصرخه } الخبر . وجوز أبو البقاء كون الجملة حالاً والخبر إذا ، والمراد بالأمس اليوم الذي قبل يوم الاستصراخ ، وفي « الحواشي الشهابية » إن كان دخوله عليه السلام المدينة بين العشاءين فالأمس مجاز عن قرب الزمان وهو معرب لدخول أل عليه وذلك الشائع فيه عند دخولها ، وقد بنى معها على سبيل الندرة كما في قوله : @ وإني حبست اليوم والأمس قبله إلى الشمس حتى كادت الشمس تغرب @@ { قَالَ } أي موسى عليه السلام { لَهُ مُوسَىٰ } أي للإسرائيلي الذي يستصرخه { إِنَّكَ لَغَوِىٌّ } ضال { مُّبِينٌ } بين الغواية لأنك تسببت لقتل رجل وتقاتل آخر أو لأن عادتك الجدال ، واختار هذا بعض الأجلة وقال : إن الأول لا يناسب قوله تعالى : { فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ } الخ لأن تذكر تسببه لما ذكر باعث الإحجام لا الإقدام . ورد بأن التذكر أمر محقق لقوله تعالى : { خَائِفاً يَتَرَقَّبُ } والباعث له على ما ذكر شفقته على من ظلم من قومه وغيرته لنصرة الحق ، وقيل : إن الضمير في { له } والخطاب في { إنك } للقبطي ، ودل عليه قوله : { يَسْتَصْرِخُهُ } وهو خلاف الظاهر ، ويبعده الإظهار في قوله تعالى : { فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِى هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا … } .