Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 71-71)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ } تقريراً لما ذكر { أَرَءيْتُمْ } أي أخبروني ، وقرأ الكسائي { أريتم } بحذف الهمزة { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً } أي دائماً وهو عند البعض من السرد وهو المتابعة والاطراد والميم مزيدة لدلالة الاشتقاق عليه فوزنه فعمل ونظيره دلامص من الدلاص ، يقال : درع دلاص أي ملساء لينة . واختار بعض النحاة أن الميم أصلية فوزنه فعلل لأن الميم لا تنقاس زيادتها في الوسط ، ونصبه إما على أنه مفعول ثان لجعل أو على أنه حال من ( الليل ) ، وقوله تعالى : { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } إما متعلق بسرمداً أو بجعل ؛ وجوز أبو البقاء أيضاً تعلقه بمحذوف وقع صفة لسرمداً وجعله تعالى كذلك بإسكان الشمس تحت الأرض مثلاً . وقوله تعالى : { مَنْ إِلَـهٍ } مبتدأ وخبر ، وقوله سبحانه : { غَيْرُ ٱللَّهِ } صفة لإله ، وقوله تعالى : { يَأْتِيكُمْ بِضِيَاء } صفة أخرى له عليها يدور أمر التبكيت والإلزام كما في قوله تعالى : { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضِ } [ يونس : 31 ] وقوله سبحانه : { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَّعِينٍ } [ الملك : 30 ] ونظائرهما خلا إنه قصد بيان انتفاء الموصوف بانتفاء الصفة ، ولم / يؤت بهل التي هي لطلب التصديق المناسب بحسب الظاهر للمقام ، وأتى بمن التي هي لطلب التعيين المقتضي لأصل الوجود لإيراد التبكيت والإلزام على زعمهم فإنه أبلغ كما لا يخفى ، وجملة { مِنْ إِلَـهٍ } الخ قال أبو حيان : في موضع المفعول الثاني لأرأيتم وجعل ( الليل ) مما تنازع فيه ( أرأيتم ) و ( جعل ) وقال : إنه أعمل فيه الثاني فيكون المفعول الأول للأول محذوفاً ، وحيث جعلت تلك الجملة في موضع مفعوله الثاني لا بد من تقدير العائد فيها أي من إله غيره يأتيكم بضياء بدله مثلاً ، وجواب ( إن ) محذوف دل عليه ما قبله ، وكذا يقال في الآية بعد ، وعن ابن كثير أنه قرأ { بضآء } بهمزتين { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } سماع فهم وقبول الدلائل الباهرة والنصوص المتظاهرة لتعرفوا أن غير الله تعالى لا يقدر على ذلك .