Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 26-26)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَـئَامَنَ لَهُ لُوطٌ } أي صدقه عليه السلام في جميع مقالاته أو بنبوته حين ادعاها لا أنه صدقه فيما دعا إليه من التوحيد ولم يكن كذلك قبل ، فإنه عليه السلام كان متنزهاً عن الكفر ، وما قيل : إنه آمن له عليه السلام حين رأى النار لم تحرقه ضعيف رواية وكذا دراية ، لأنه بظاهره يقتضي عدم إيمانه قبل وهو غير لائق به عليه السلام ، وحمله بعضهم على نحو ما ذكرنا أو على أن يراد بالإيمان الرتبة العالية منها وهي التي لا يرتقي إليها إلا الأفراد ، ولوط على ما في « جامع الأصول » ابن أخيه هاران بن تارح ، وذكر بعضهم أنه ابن أخته بالتاء الفوقية . { وَقَالَ } إبراهيم عليه السلام كما ذهب إليه قتادة والنخعي ، وقيل : الضمير للوط عليه السلام وليس بشيء لما يلزم عليه من التفكيك ، والجملة استئناف بياني كأنه قيل : فماذا كان منه عليه السلام ؟ فقيل : قال { إِنّى مُهَاجِرٌ } أي من قومي { إِلَىٰ رَبّى } أي إلى الجهة التي أمرني ربـي بالهجرة إليها ، وقيل : إلى حيث لا أمنع عبادة ربـي ، وقيل : المعنى مهاجر من خالفني من قومي متقرباً إلى ربـي . { إِنَّهُ } عز وجل { هُوَ ٱلْعَزِيزُ } الغالب على أمره فيمنعني من أعدائي { ٱلْحَكِيمُ } الذي لا يفعل فعلاً إلا وفيه حكمة ومصلحة فلا يأمرني إلا بما فيه صلاحي . روي أنه عليه السلام هاجر من كوثى من سواد الكوفة مع لوط وسارة ابنة عمه إلى حران ، ثم منها إلى الشام فنزل قرية من أرض فلسطين ، ونزل لوط سذوم وهي المؤتفكة على مسيرة يوم وليلة من قرية إبراهيم عليهما السلام ، وكان عمره إذ ذاك على ما في « الكشاف » و « البحر » خمساً وسبعين سنة ، وهو أول من هاجر في الله تعالى .