Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 33-33)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا } المذكورون بعد مفارقتهم إبراهيم عليه السلام { لُوطاً سِىء بِهِمْ } أي اعتراه المساءة والغم بسبب الرسل مخافة أن يتعرض لهم قومه بسوء كما هو عادتهم مع الغرباء ، وقد جاءوا إليه عليه السلام بصور حسنة إنسانية . وقيل : ضمير { بِهِمُ } للقوم أي سيء بقومه لما علم من عظيم البلاء النازل بهم ، وكذا ضمير { بِهِمُ } الآتي وليس بشيء ، و { أَن } مزيدة لتأكيد الكلام التي زيدت فيه فتؤكد الفعلين واتصالهما المستفاد من ( لما ) حتى كأنهما وجدا في جزء واحد من الزمان فكأنه قيل : لما أحس بمجيئهم فاجأته المساءة من غير ريث . { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا } أي وضاق بشأنهم وتدبير أمرهم ذرعه أي طاقته كقولهم : ضاقت يده ، ويقابله رحب ذرعه بكذا إذا كان مطيقاً له قادراً عليه ، وذلك أن طويل الذراع ينال ما لا يناله قصير الذراع . { وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ } عطف على { سيء } ، وجوز أن يكون عطفاً على مقدر أي قالوا : إنا رسل ربك وقالوا الخ ، وأياً ما كان فالقول كان بعد أن شاهدوا فيه مخايل التضجر من جهتهم وعاينوا أنه عليه السلام قد عجز عن مدافعة قومه حتى آلت به الحال إلى أن قال : { لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءاوي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } [ هود : 80 ] والخوف للمتوقع والحزن للواقع في الأكثر ، وعليه فالمعنى لا تخف من تمكنهم منا ولا تحزن على قصدهم إيانا وعدم اكتراثهم بك ، ونهيهم عن الخوف من التمكن إن كان قبل إعلامهم إياه أنهم رسل الله تعالى فظاهر ، وإن كان بعد الإعلام فهو لتأنيسه وتأكيد ما أخبروه به . / وقال الطبرسي : المعنى لا تخف علينا وعليك ولا تحزن بما نفعله بقومك . { إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ } فلا يصيبكم ما يصيبهم من العذاب { إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ } إنها { كَانَتْ } في علم الله تعالى { مِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ } وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب { لَنُنَجّيَنَّهُ } [ العنكبوت : 32 ] و { منجوك } بالتخفيف من الإنجاء ، ووافقهم ابن كثير في الثاني . وقرأ الجمهور بشد نون التوكيد ، وفرقة بتخفيفها وأياً ما كان فمحل الكاف من { منجوك } الجر بالإضافة ، ولذا حذفت النون عند سيبويه و { أَهْلِكَ } منصوب على إضمار فعل أي وننجي أهلك ، وذهب الأخفش وهشام إلى أن الكاف في محل النصب و { أهلك } معطوف عليه وحذفت النون لشدة طلب الضمير الاتصال بما قبله للإضافة ، وقال بعض الأجلة : لا مانع من أن يكون لمثل هذا الكاف محلان الجر والنصب ويجوز العطف عليها بالاعتبارين ، وقرأ نافع وابن كثير والكسائي { سىء } بإشمام السين الضم ، وقرأ عيسى وطلحة { سوء } بضمها وهي لغة بني هذيل وبني دبير يقولون في نحو قيل وبيع قول وبوع وعليه قوله :