Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 50-50)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَٱنظُرْ إِلَىٰ ءَاثَـٰرِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ } المترتبة على تنزيل المطر من النبات والأشجار وأنواع الثمار ، والفاء للدلالة على سرعة ترتبها عليه . وقرأ الحرميان وأبو عمرو وأبو بكر { أَثَرِ } بالإفراد وفتح الهمزة والثاء . وقرأ سلام { أَثَرِ } بكسر الهمزة وإسكان الثاء ، وقوله تعالى : { كَيْفَ يُحْىِ } أي الله تعالى { ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } في حيز النصب بنزع الخافض و { كَيْفَ } معلق لأنظر أي فانظر لإحيائه تعالى البديع للأرض بعد موتها ، وقال ابن جني : على الحالية بالتأويل أي محيياً ، وأياً ما كان فالمراد بالأمر بالنظر التنبيه على عظيم قدرته تعالى وسعة رحمته عز / وجل مع ما فيه من التمهيد لما يعقبه من أمر البعث . وقرأ الجحدري وابن السميقع وأبو حيوة { تُحْىِ } بتاء التأنيث والضمير عائد على الرحمة ، وجوز على قراءة الحرميين ومن معهما أن يكون الضمير للأثر على أنه اكتسب التأنيث من المضاف إليه ، وليس بشيء كما لا يخفى . { إِنَّ ذٰلِكَ } العظيم الشأن { لَمُحْىِ الْمَوْتَىٰ } لقادر على إحيائهم فإنه إحداث لمثل ما كان في مواد أبدانهم من القوى الحيوانية كما أن إحياء الأرض إحداث لمثل ما كان فيها من القوى النباتية ، وقيل : يحتمل أن يكون النبات الحادث من أجزاء نباتية تفتت وتبددت واختلطت بالتراب الذي فيه عروقها في بعض الأعوام السالفة فيكون كالإحياء بعينه بإعادة المواد والقوى لا بإعادة القوى فقط ، وهو احتمال واهي القوى بعيد ، ولا نسلم أن المسلم المسترشد يعلم وقوعه ، وقوله تعالى : { وَهُوَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ } تذييل مقرر لمضمون ما قبله أي مبالغ في القدرة على جميع الأشياء التي من جملتها إحياؤهم لما أن نسبة قدرته عز وجل إلى الكل سواء .