Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 5-5)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بِنَصْرِ ٱللَّهِ } وتغليبه من له كتاب على من لا كتاب له / وغيظ من شمت بهم من كفار مكة وكون ذلك مما يتفاءل به لغلبة المؤمنين على الكفار ، وقيل : نصر الله تعالى [ إظهار ] صدق المؤمنين فيما أخبروا به المشركين من غلبة الروم على فارس ، وقيل : نصره عز وجل أنه ولي بعض الظالمين بعضاً وفرق بين كلمتهم حتى تناقضوا وتحاربوا وقلل كل منهما شوكة الآخر ، وعن أبـي سعيد الخدري أنه وافق ذلك يوم بدر ، وفيه من نصر الله تعالى العزيز للمؤمنين وفرحهم بذلك ما لا يخفى ، والأول أنسب لقوله تعالى : { يَنصُرُ مَن يَشَاء } أي من يشاء أن ينصره من عباده على عدوه ويغلبه عليه فإنه استئناف مقرر لمضمون قوله تعالى : { لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ } [ الروم : 4 ] والظاهر أن { يَوْمٍ } متعلق بيفرح وكذا { بِنَصْرِ } وجوز تعلق { يَوْمٍ } به ، وكذا جوز تعلق { بِنَصْرِ } بالمؤمنين ، وقيل : { يَوْمَئِذٍ } [ الروم : 4 ] عطف على ( قبل أو بعد ) كأنه حصر الأزمنة الثلاثة الماضي والمستقبل والحال ثم ابتدأ الإخبار بفرح المؤمنين . { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } المبالغ في العزة والغلبة فلا يعجزه من شاء أن ينصر عليه كائناً من كان { ٱلرَّحِيمِ } المبالغ في الرحمة فينصر من يشاء أن ينصره أي فريق كان ، والمراد بالرحمة هنا هي الدنيوية ، أما على القراءة المشهورة فظاهر لأن كلا الفريقين لا يستحق الرحمة الأخروية ، وأما على القراءة الأخيرة فلأن المسلمين وإن كانوا مستحقين لها لكن المراد هٰهنا نصرهم الذي هو من آثار الرحمة الدنيوية ، وتقديم وصف { ٱلْعَزِيزُ } لتقدمه في الاعتبار .