Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 13-13)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ } تاران على ما قال الطبري . والقتيبـي ؛ وقيل : ماثان بالمثلثة ، وقيل : أنعم ، وقيل : أشكم وهما بوزن أفعل ، وقيل : مشكم بالميم بدل الهمزة ، و { إِذْ } معمول لاذكر محذوفاً ، وقيل : يحتمل أن يكون ظرفاً لآتينا والتقدير وآتيناه الحكمة إذ قال واختصر لدلالة المقدم عليه ، وقوله تعالى : { وَهُوَ يَعِظُهُ } جملة حالية ، والوعظ كما قال الراغب زجر مقترن بتخويف ، وقال الخليل : هو التذكير بالخير فيما يرق له القلب { يَٰبُنَيَّ } تصغير إشفاق ومحبة لا تصغير تحقير : @ ولكن إذا ماحب شيء تولعت به أحرف التصغير من شدة الوجد @@ وقال آخر : @ ما قلت حبيبـي من التحقير بل يعذب اسم الشيء بالتصغير @@ وقرأ البزي هنا { يا بَنِى } بالسكون وفيما بعد { يا بني إنَّهَا } [ لقمان : 16 ] بكسر الياء و { يا بني أَقِمِ } [ لقمان : 17 ] بفتحها ، وقنبل بالسكون في الأولى والثالثة والكسر في الوسطى ، وحفص والمفضل عن عاصم بالفتح في الثلاثة على تقدير يا بنيا والاجتزاء بالفتحة عن الألف ، وقرأ باقي السبعة بالكسر فيها { لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ } قيل : كان ابنه كافراً ولذا نهاه عن الشرك فلم يزل يعظه حتى أسلم ، وكذا قيل في امرأته . وأخرج ابن أبـي الدنيا في « نعت الخائفين » عن الفضل الرقاشي قال : ما زال لقمان يعظ ابنه حتى مات . وأخرج عن حفص بن عمر الكندي قال : وضع لقمان جراباً من خردل وجعل يعظ ابنه موعظة ويخرج خردلة فنفد الخردل فقال : يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظتها جبلاً لتفطر فتفطر ابنه ، وقيل : كان مسلماً والنهي عن الشرك تحذير له عن صدوره منه في المستقبل ، والظاهر أن الباء متعلق بما عنده ، ومن وقف على { لاَ تُشْرِكْ } جعل الباء للقسم أي أقسم بالله تعالى . { إِنَّ ٱلشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } والظاهر أن هذا من كلام لقمان ويقتضيه كلام مسلم في « صحيحه » ، والكلام تعليل للنهي أو الانتهاء عن الشرك ، وقيل : هو خير من الله تعالى شأنه منقطع عن كلام لقمان متصل به في تأكيد المعنى ، وكون الشرك ظلماً لما فيه من وضع الشيء في غير موضعه وكونه عظيماً لما فيه من التسوية بين من لا نعمة إلا منه سبحانه ومن لا نعمة له .