Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 27-27)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ أَرُونِىَ ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاء } استفسار عن شبهتهم بعد إلزام الحجة عليهم زيادة في تبكيتهم ، وأرى على ما استظهره أبو حيان بمعنى أعلم فتتعدى إلى ثلاثة مفاعيل ياء المتكلم والموصول و { شركاء } وعائد الموصول محذوف أي ألحقتموهم ، والمراد أعلموني بالحجة والدليل كيف وجه الشركة ، وجوز كون رأى بصرية تعدت بالنقل لاثنين ياء المتكلم والموصول و { شُرَكَاء } حال من ضمير الموصول المحذوف أي ألحقتموهم متوهماً شركتهم أو مفعول ثان لألحق لتضمينه معنى الجعل أو التسمية ، والمراد أرونيهم لأنظر بأي صفة ألحقتموهم بالله عز وجل الذي ليس كمثله شيء في استحقاق العبادة أو ألحقتموهم به سبحانه جاعليهم أو مسميهم شركاء ، والغرض إظهار خطئهم العظيم . وقال بعض الأجلة : لم يرد من { أَرُونِىَ } حقيقته لأنه صلى الله عليه وسلم كان يراهم ويعلمهم فهو مجاز وتمثيل ، والمعنى ما زعمتموه شريكاً إذا برز للعيون وهو خشب وحجر تمت فضيحتكم ، وهذا كما تقول للرجل الخسيس الأصل اذكر لي أباك الذي قايست به فلاناً الشريف ولا تريد حقيقة الذكر وإنما تريد تبكيته وأنه إن ذكر أباه افتضح . { كَلاَّ } ردع لهم عن زعم الشركة بعد ما كسره بالإبطال كما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام { أُفّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [ الأنبياء : 67 ] بعد ما حج قومه { بَلِ هُوَ ٱللَّهَ ٱلْعَزِيزُ } أي الموصوف بالغلبة القاهرة المستدعية لوجوب الوجود { ٱلْحَكِيمُ } الموصوف بالحكمة الباهرة المستدعية للعلم المحيط بالأشياء ، وهؤلاء الملحقون عن الاتصاف بذلك في معزل وعن الحوم حول ما يقتضيه بألف ألف منزل ، والضمير اما عائد لما في الذهن وما بعده وهو الله الواقع خبراً له يفسره و { ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ } صفتان للاسم الجليل أو عائد لربنا في قوله سبحانه : { يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ } [ سبأ : 26 ] على ما قيل أو هو ضمير الشأن و { ٱللَّهِ } مبتدأ و { ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ } خبره والجملة خبر ضمير الشأن لأن خبره لا يكون إلا جملة على الصحيح .