Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 48-48)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ إِنَّ رَبّى يَقْذِفُ بِٱلْحَقّ } قال السدي وقتادة : بالوحي ، وفي رواية أخرى عن قتادة بالقرآن ، والمآل واحد ؛ وأصل القذف الرمي بدفع شديد وهو هنا مجاز عن الإلقاء ، والباء زائدة أي إن ربـي يلقي الوحي وينزله على قلب من يجتبيه من عباده سبحانه ، وقيل القذف مضمن معنى الرمي فالباء ليست زائدة ، وجوز أن يراد بالحق مقابل الباطل والباء للملابسة والمقذوف محذوف ، والمعنى إن ربـي يلقي ما يلقي إلى أنبيائه عليهم السلام من الوحي بالحق لا بالباطل . وعن ابن عباس إن المعنى يقذف الباطل بالحق أي يورده عليه حتى يبطله عز وجل ويزيله ، والحق مقابل الباطل والباء مثلها في قولك قتلته بالضرب ، وفي الكلام استعارة مصرحة تبعية والمستعار منه حسي والمستعار له عقلي ، وجوز أن تكون الاستعارة مكنية ، وقيل : المعنى يرمي بالحق إلى أقطار الآفاق على أن ذلك / مجاز عن إشاعته فيكون الكلام وعداً بإظهار الإسلام وإفشائه ، وفيه من الاستعارة ما فيه . { عَلَّـٰمُ ٱلْغُيُوبِ } خبر ثان أو خبر مبتدأ محذوف أي هو سبحانه علام الغيوب أو صفة محمولة على محل { إن } مع اسمها كما جوزه الكثير من النحاة وإن منعه سيبويه أو بدل من ضمير { يَقْذِفُ } ولا يلزم خلو جملة الخبر من العائد لأن المبدل منه ليس في نية الطرح من كل الوجوه ، وقال الكسائي : هو نعت لذلك الضمير ومذهبه جواز نعت المضمر الغائب . وقرأ عيسى وزيد بن علي وابن أبـي إسحاق وابن أبـي عبلة وأبو حيوة وحرب عن طلحة { علام } بالنصب فقال الزمخشري : صفة لربـي ، وقال أبو الفضل الرازي : وابن عطية : بدل ، وقال الحوفي : بدل أو صفة ، وقيل نصب على المدح . وقرأ ابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي { ٱلغيوب } بالكسر كالبيوت ، والباقون بالضم كالعشور وهو فيهما جمع ، وقرىء بالفتح كصبور على أنه مفرد للمبالغة .