Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 52-52)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالُواْ ءامَنَّا بِهِ } أي بالله عز وجل على ما أخرجه جمع / عن مجاهد ، وقالت فرقة : أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وقد مر ذكره في قوله سبحانه : { مَا بِصَـٰحِبِكُمْ مّن جِنَّةٍ } [ سبأ : 46 ] وقيل الضمير للعذاب ، وقيل للبعث ، ورجح رجوعه إلى محمد عليه الصلاة والسلام لأن الإيمان به صلى الله عليه وسلم شامل للإيمان بالله عز وجل وبما ذكر من العذاب والبعث { وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ } التناوش التناول كما قال الراغب وروي عن مجاهد . وقال الزمخشري : ( ( هو تناول سهل لشيء قريب يقال ناشه ينوشه وتناوشه القوم وتناوشوا في الحرب ناش بعضهم بعضاً ) ) بالسلاح ، وقال الراجز : @ فهي تنوش الحوض نوشاً من علا نوشاً به تقطع أجواز الفلا @@ وإبقاؤه على عمومه أولى أي من أين لهم أن يتناولوا الإيمان { مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } فإنه في حيز التكليف وهم منه بمعزل بعيد ؛ ونقل في « البحر » عن ابن عباس تفسير التناوش بالرجوع أي من أين لهم الرجوع إلى الدنيا ، وأنشد ابن الأنباري : @ تمنى أن تؤوب إليَّ ميٌ وليس إلى تناوشها سبيل @@ ولا يخفى أنه ليس بنص في ذلك ، والمراد تمثيل حالهم في الاستخلاص بالإيمان بعد ما فات عنهم وبعد بحال من يريد أن يتناول الشيء بعد أن بعد عنه وفات في الاستحالة . وقرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو وأبو بكر { التناؤش } بالهمز وخرج على قلب الواو همزة ، قال الزجاج : كل واو مضمومة ضمة لازمة فأنت بالخيار فيها إن شئت أبقيتها وإن شئت قلبتها همزة فتقول ثلاث أدور بلا همز وثلاث أدؤر بالهمز . وتعقب ذلك أبو حيان فقال : ( ( إنه ليس على إطلاقه بل لا يجوز ذلك في المتوسطة إذا كانت مدغماً فيها نحو تعود وتعوذ مصدرين وقد صرح بذلك في « التسهيل » ولا إذا صحت في الفعل نحو ترهوك ترهوكاً وتعاون تعاوناً ) ) وعلى هذا لا يصح التخريج المذكور لأن التناوش كالتعاون في أن واوه قد صحت في الفعل إذ تقول تناوش فلا يهمز . وقال الفراء : هو من نأشت أي تأخرت وأنشد قول نهشل : @ تمنى نئيشاً أن يكون أطاعني وقد حدثت بعد الأمور أمور @@ أي تمنى أخيراً ، والضمير للمولى في قوله : @ ومولى عصاني واستبد برأيه كما لم يطع فيما أشاء قصير @@ فالهمزة فيه أصلية واللفظ ورد من مادتين ، وقال بعضهم : هو من نأشت الشيء إذا طلبته ، قال رؤبة : @ أقحمني جار أبـي الخابوش إليك نأش القدر النؤش @@ فالهمزة أصلية أيضاً ، قيل والتناؤش على هذين القولين بمعنى التناول من بعد لأن الأخير يقتضي ذلك والطلب لا يكون للشيء القريب منك الحاضر عندك فيكون من { مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } تأكيداً أو يجرد التناوش لمطلق التناول ، وحمل البعد في قيده على البعد الزماني بحث فيه الشهاب بأنه غير صحيح لأن المستعار منه هو في المكان وما ذكر من أحوال المستعار له .