Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 13-13)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ } إما عطف على ما قبله عطف القصة على القصة وأما عطف على مقدر أي فأنذرهم واضرب لهم الخ ، وضرب المثل يستعمل تارة في تطبيق حالة غريبة بأخرى مثلها كما في قوله تعالى : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ } [ التحريم : 10 ] الآية وأخرى في ذكر حالة غريبة وبيانها للناس من غير قصد إلى تطبيقها بنظيرة لها كما في قوله تعالى : { وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ } [ إبراهيم : 45 ] في وجه أي بينا لكم أحوالاً بديعة هي في الغرابة كالأمثال . فالمعنى على الأول اجعل أصحاب القرية مثلاً لهؤلاء في الغلو في الكفر والإصرار على التكذيب أي طبق حالهم بحالهم على أن { مَثَلاً } مفعول ثان لاضرب و { أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ } مفعوله الأول أخر عنه ليتصل به ما هو شرحه وبيانه ، وعلى الثاني اذكر وبين لهم قصة هي في الغرابة كالمثل ، وقوله سبحانه : { أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ } بتقدير مضاف أي مثل أصحاب القرية وهذا المضاف بدل من { مثلاً } بدل كل من كل أو عطف بيان له على القول بجواز اختلافهما تعريفاً وتنكيراً ، وجوز أن يكون المقدر مفعولاً وهذا حالاً . والقرية كما روى عن ابن عباس وبريدة وعكرمة انطاكية ، وفي « البحر » إنها هي بلا خلاف . { إِذْ جَاءهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } بدل اشتمال من { أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ } أو ظرف للمقدر ، وجوز أن يكون بدل كل من { أَصْحَـٰبُ } مراداً بهم قصتهم وبالظرف ما فيه وهو تكلف لا داعي إليه ، وقيل ، إذ جاءها دون إذ جاءهم إشارة إلى أن المرسلين أتوهم في مقرهم ، والمرسلون عند قتادة وغيره من أجلة المفسرين رسل عيسى عليه السلام من الحواريين بعثهم حين رفع إلى السماء ، ونسبة إرسالهم إليه تعالى في قوله سبحانه : { إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ … }