Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 70-70)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لّيُنذِرَ } أي القرآن أو الرسول عليه الصلاة والسلام ، ويؤيده قراءة نافع وابن عامر { لتنذر } بتاء الخطاب . وقرأ اليماني { لينذر } مبنياً للمفعول ونقلها ابن خالويه عن الجحدري وقال : عن أبـي السمال واليماني أنهما قرءا ( لينذر ) بفتح الياء والذال مضارع نذر بالشيء بكسر الذال إذا علم به . { مَن كَانَ حَيّاً } أي عاقلاً كما أخرج ذلك ابن جرير والبيهقي في " شعب الإيمان " عن الضحاك ، وفيه استعارة / مصرحة بتشبيه العقل بالحياة أو مؤمناً بقرينة مقابلته بالكافرين ، وفيه أيضاً استعارة مصرحة لتشبيه الإيمان بالحياة ، ويجوز كونه مجازاً مرسلاً لأنه سبب للحياة الحقيقية الأبدية . والمضي في { كَانَ } باعتبار ما في علمه عز وجل لتحققه ، وقيل كان بمعنى يكون ، وقيل في الكلام مجاز المشارفة ونزلت منزلة المضي وهو كما ترى . وتخصيص الإنذار به لأنه المنتفع بذلك . { وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ } أي تجب كلمة العذاب { عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ } الموسومين بهذا الوسم المصرين على الكفر . وفي إيرادهم بمقابلة من كان حياً إشعار بأنهم لخلوهم عن آثار الحياة وأحكامها كالمعرفة أموات في الحقيقة . وجوز أن يكون في الكلام استعارة مكنية قرينتها استعارة أخرى ، وكأنه جىء بقوله سبحانه : { لّيُنذِرَ } الخ رجوعاً إلى ما بدىء به السورة من قوله عز وجل : { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ } [ يس : 6 ] ولو نظرت إلى هذا التخلص من حديث المعاد إلى حديث القرآن والإنذار لقضيت العجب من حسن موقعه .