Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 46-46)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَيْضَاءَ } وصف آخر للكأس يدل على أنها مؤنثة . وعن الحسن أن خمر الجنة أشد بياضاً من اللبن . وأخرج ابن جرير عن السدي أن عبد الله قرأ { صفراء } وقد جاء وصف خمر الدنيا بذلك كما في قول أبـي نواس : @ صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها لو مسها حجر مسته سراء @@ والمشهور أن هذا بعد المزج وإلا فهي قبله حمراء كما قال الشاعر : @ وحمراء قبل المزج صفراء بعده أتت في ثيابـي نرجس وشقائق حكت وجنة المحبوب صرفاً فسلطوا عليها مزاجاً فاكتست لون عاشق @@ { لَذَّةٍ لّلشَّـٰرِبِينَ } وصفت بالمصدر للمبالغة بجعلها نفس اللذة ، وجوز أن تكون لذة تأنيث لذ بمعنى لذيذ كطب بمعنى طبيب حاذق ، وأنشدوا قوله : @ ولذ كطعم الصرخدي تركته بأرض العدا من خشية الحدثان @@ يريد وعيش لذيذ كطعم الخمر المنسوب لصرخد بلد بالشام ، وفسره الزمخشري بالنوم وأراد أنه بمعنى لذيذ غلب على النوم لا أنه اسم جامد ، وقوله : @ بحديثك اللذ الذي لو كلمت أسد الفلاة به أتين سراعا @@ / وفي قوله تعالى : { لِلشَّارِبِينَ } دون لهم إشارة إلى أنها يلتذ بها الشارب كائناً من كان .