Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 16-16)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً } قال مجاهد : شديدة السموم فهو من الصر بفتح الصاد بمعنى الحر ، وقال ابن عباس والضحاك وقتادة والسدي : باردة تهلك بشدة بردها من الصر بكسر الصاد وهو البرد الذي يصر أي يجمع ظاهر جلد الإنسان ويقبضه ؛ والأول أنسب لديار العرب ، وقال السدي أيضاً وأبو عبيدة وابن قتيبة والطبري وجماعة : مصوتة من صر يصر إذا صوت ، وقال ابن السكيت : صرصر يجوز أن يكون من الصرة وهي الصيحة ومنه { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ } [ الذاريات : 29 ] وفي الحديث أنه تعالى أمر خزنة الريح ففتحوا عليهم قدر حلقة الخاتم ولو فتحوا قدر منخر الثور لهلكت الدنيا ، وروي أنها كانت تحمل العير بأوقارها فترميهم في البحر . { فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ } جمع نحسة بكسر الحاء صفة مشبهة من نحس نحساً كعلم علماً نقيض سعد سعداً . وقرأ الحرميان وأبو عمرو والنخعي وعيسى والأعرج { نحسات } بسكون الحاء فاحتمل أن يكون مصدراً وصف به مبالغة ، واحتمل أن يكون صفة مخففاً من فعل كصعب . وفي « البحر » ( ( تتبعت ما ذكره التصريفيون مما جاء صفة من فعل اللازم فلم يذكروا فيه فعلاً بسكون العين وإنما ذكروا فعلاً بالكسر كفرح وأفعل كأحور وفعلان كشبعان وفاعلاً كسالم ، وهو صفة { أَيَّامٍ } وجمع بالألف والتاء لأنه صفة لما لا يعقل ) ) ، والمراد بها مشائيم عليهم لما أنهم عذبوا فيها ، فاليوم الواحد يوصف بالنحس والسعد بالنسبة إلى شخصين فيقال له سعد بالنسبة إلى من ينعم فيه ، ويقال له نحس بالنسبة إلى من يعذب ، وليس هذا مما يزعمه الناس من خصوصيات الأوقات ، لكن ذكر الكرماني في « مناسكه » عن ابن عباس أنه قال : الأيام كلها لله تعالى لكنه سبحانه خلق بعضها نحوساً وبعضها سعوداً . وتفسير { نَّحِسَاتٍ } بمشائيم مروي عن مجاهد وقتادة والسدي وقال الضحاك : أي شديدة البرد حتى كأن البرد عذاب لهم ، وأنشد الأصمعي في النحس بمعنى البرد : @ / كأن سلافه مزجت بنحس @@ وقيل : نحسات ذوات غبار ، وإليه ذهب الجبائي ومنه قول الراجز : @ قد اغتدى قبل طلوع الشمس للصيد في يوم قليل النحس @@ يريد قليل الغبار . وكانت هذه الأيام من آخر شباط وتسمى أيام العجوز ، وكانت فيما روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة آخر شوال من الأربعاء إلى الأربعاء ، وروي ما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء ، وقال السدي : أولها غداة يوم الأحد ، وقال الربيع بن أنس : يوم الجمعة . { لّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْيَ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا } أضيف العذاب إلى الخزي وهو الذل على قصد وصفه به لقوله تعالى : { وَلَعَذَابُ ٱلأَخِرَةِ أَخْزَىٰ } وهو في الأصل صفة المعذب وإنما وصف به العذاب على الإسناد المجازي للمبالغة ، فإنه يدل على أن ذل الكافر زاد حتى اتصف به عذابه كما قرر في قولهم : شعر شاعر ، وهذا في مقابلة استكبارهم وتعظمهم . وقرىء { لتذيقهم } بالتاء على أن الفاعل ضمير الريح أو الأيام النحسات { وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ } بدفع العذاب عنهم بوجه من الوجوه .