Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 33-33)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمَّن دَعَا إِلَى ٱللَّهِ } أي إلى توحيده تعالى وطاعته والظاهر العموم في كل داع إلى تعالى ، وإلى ذلك ذهب الحسن ومقاتل وجماعة ، وقيل : بالخصوص فقال ابن عباس : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعنه أيضاً هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقالت عائشة وقيس بن أبـي حازم وعكرمة ومجاهد : نزلت في المؤذنين ، وينبغي أن يتأول قولهم على أنهم داخلون في الآية وإلا فالسورة بكمالها مكية بلا خلاف ولم يكن الأذان بمكة إنما شرع بالمدينة ، والتزام القول بتأخر حكمها عن نزولها كما ترى . والظاهر أن المراد الدعاء باللسان ، قيل : به وباليد كأن يدعو إلى الإسلام ويجاهد ، ( ( وقال زيد بن علي : دعا إلى الله بالسيف ، ولعل هذا والله تعالى أعلم هو الذي حمله على الخروج بالسيف على بعض الظلمة من ملوك بني أمية ، وكان زيد هذا رضي الله تعالى عنه عالماً بكتاب الله تعالى وله « تفسير » ألقاه على بعض النقلة عنه وهو في حبس هشام بن عبد الملك وفيه من العلم والاستشهاد بكلام العرب حظ وافر . ويقال : إنه كان إذا تناظر هو وأخوه محمد الباقر اجتمع الناس بالمحابر يكتبون ما يصدر عنهما من العلم رحمهما الله تعالى ورضي عنهما ) ) ، والاستفهام في معنى النفي أي لا أحد أحسن قولاً ممن دعا إلى الله . { وَعَمِلَ صَـٰلِحَاً } أي عملاً صالحاً أي عمل صالح كان . وقال أبو أمامة : صلى بين الأذان والإقامة ، ولا يخفى ما فيه ، وقال عكرمة : صلى وصام ، وقال الكلبـي : أدى الفرائض والحق العموم { وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } أي تلفظ بذلك ابتهاجاً بأنه منهم وتفاخراً به مع قصد الثواب إذ هو لا ينافيه أو جعل واتخذ الإسلام ديناً له من قولهم : هذا قول فلان أي مذهبه ومعتقده ، وبعضهم يرجع الوجهين إلى وجه واحد ، والمعنى على القول بكون الآية خاصة بالنبـي صلى الله عليه وسلم / اختار النسبة إلى الإسلام دون عز الدنيا وشرفها وهو قولهم رد { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ } [ فصلت : 26 ] وتعجيب منه . وقرأ ابن أبـي عبلة وإبراهيم بن نوح عن قتيبة الميال { وَقَالَ إِني } بنون مشددة دون نون الوقاية . واستدل أبو بكر بن العربـي بالآية على عدم اشتراط الاستثناء في قول القائل : أنا مسلم أو أنا مؤمن . وفي الآية إشارة إلى أنه ينبغي للداعي إلى الله تعالى أن يكون عاملاً عملاً صالحاً ليكون الناس إلى قبول دعائه أقرب وإليه أسكن .