Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 3-3)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كلام مستأنف وارد لتحقيق أن مضمون السورة موافق لما في تضاعيف الكتب المنزلة على سائر الرسل المتقدمين في الدعوة إلى / التوحيد والإرشاد إلى الحق أو أن إيحاءها [ مثل إيحائها ] بعد تنويهها بذكر اسمها والتنبيه على فخامة شأنها . والكاف مفعول { يُوحَي } على الأول : أي يوحي مثل ما في هذه السورة من المعاني أو نعت لمصدر مؤكد على الثاني : أي يوحي إيحاء مثل إيحائها إليك وإلى الرسل أي بواسطة الملك ، وهي في الوجهين اسم كما هو مذهب الأخفش وإن شئت فاعتبرها حرفاً واعتبر الجار والمجرور مفعولاً أو متعلقاً بمحذوف وقع نعتاً ، وقول العلامة الثاني في « التلويح » : إن جار الله لا يجوز الابتداء بالفعل ويقدر المبتدأ في جميع ما يقع فيه الفعل ابتداء كلام غير مسلم وقد ترددوا فيه حتى قيل : إنه لم يظهر له وجه . وجوز أبو البقاء كون { كَذٰلِكَ } مبتدأ و { يُوحَي } الخبر والعائد محذوف أي مثل ذلك يوحيه إليك الخ وحذف مثله شائع في الفصيح ، نعم هذا الوجه خلاف الظاهر . والإشارة كما أشرنا إليه إلى ما في السورة أو إلى إيحائها . والدلالة على البعد لبعد منزلة المشار إليه في الفضل . وصيغة المضارع على حكاية الحال الماضية للدلالة على استمراره في الأزمنة الماضية وأن إيحاء مثله عادته عز وجل ، وقيل : إنها على التغليب فإن الوحي إلى من مضى مضى وإليه عليه الصلاة والسلام بعضه ماض وبعضه مستقبل ، وجوز أن تكون على ظاهرها ويضمر عامل يتعلق به { إِلَى ٱلَّذِينَ } أي وأوحي إلى الذين وهو كما ترى . وفي جعل مضمون السورة أو إيحائها مشبهاً به من تفخيمها ما لا يخفى . وقرأ مجاهد وابن كثير وعياش ومحبوب كلاهما عن أبـي عمرو { يوحى } مبنياً للمفعول على أن { كَذٰلِكَ } مبتدأ و { يوحى } خبره المسند إلى ضميره أو مصدر و { يوحى } مسند إلى { إِلَيْكَ } و { ٱللَّهِ } مرتفع عند السكاكي على الفاعلية ليوحى الواقع في جواب من يوحي ؟ نحو ما قرروه في قوله تعالى : { يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلأَصَالِ * رِجَالٌ } [ النور : 36ـ37 ] على قراءة { يُسَبّحُ } بالبناء للمفعول ، وقوله : @ ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح @@ وقال الزمخشري : رافعه ما دل عليه { يُوحَي } كأن قائلاً قال : من الموحي ؟ فقيل : الله وإنما قدر كذلك على ما قاله صاحب « الكشف » ليدل على أن الإيحاء مسلم معلوم وإنما الغرض من الإخبار إثبات اتصافه بأنه تعالى من شأنه الوحي لا إثبات أنه موح ، ولم يرتض القول بعدم الفرق بين هذا وقوله تعالى : { يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلأَصَالِ * رِجَالٌ } بل أوجب الفرق لأن الفعل المضارع هنالك على ظاهره لم يؤت به للدلالة على الاستمرار ولهم فيه مقال . و { ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ } صفتان له تعالى عند الشيخين . وجوز أبو حيان كون الاسم الجليل مبتدأ وما بعده خبر له وقيل : { ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ } إلى آخر السورة قائم مقام فاعل { يُوحِى } أي هذه الكلمات . وقرأ أبو حيوة . والأعشى عن أبـي بكر . وأبان { نوحي } بنون العظمة فالله مبتدأ وما بعده خبر أو { ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ } صفتان ، وقوله تعالى : { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ … }