Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 11-11)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ } أي بمقدار تقتضيه المشيئة المبنية على الحكم والمصالح ولا يعلم مقدار ما ينزل من ذلك في كل سنة على التحقيق إلا الله عز وجل ، والآلة التي صنعها الفلاسفة في هذه الأعصار المسماة بالأودوميتر [ odométre ] يزعمون أنه يعرف بها مقدار المطر النازل في كل بلد من البلاد في جميع السنة لا تفيد تحقيقاً في البقعة الواحدة الصغيرة فضلاً عن غيرها كما لا يخفى على المنصف . وفي « البحر » { بِقَدَرٍ } أي بقضاء وحتم في الأزل ، والأول أولى . { فَأَنشَرْنَا بِهِ } أي أحيينا بذلك الماء { بَلْدَةً مَّيْتاً } خالية عن النماء والنبات بالكلية . وقرأ أبو جعفر وعيسى { ميتاً } بالتشديد ، وتذكيره لأن البلدة في معنى البلد والمكان ، قال الجلبـي : لا يبعد والله تعالى أعلم أن يكون تأنيث البلد وتذكير { مَيْتَاً } إشارة إلى بلوغ ضعف حاله الغاية . وفي الكلام استعارة مكنية أو تصريحية . والالتفات في { أَنشَرْنَا } إلى نون العظمة لإظهار كمال العناية بأمر الإحياء والإشعار بعظم خطره . { كَذٰلِكَ } أي مثل ذلك الإنشار الذي هو في الحقيقة إخراج النبات من الأرض وهو صفة مصدر محذوف أي إنشاراً كذلك { تُخْرَجُونَ } أي تبعثون من قبوركم أحياء . وفي التعبير عن إخراج النبات بالإنشار الذي هو إحياء الموتى وعن إحيائهم بالإخراج تفخيم لشأن الإنبات وتهوين لأمر البعث ، وفي ذلك من الرد على منكريه ما فيه . وقرأ ابن وثاب وعبد الله بن جبير وعيسى وابن عامر والأخوان { تخرجون } مبنياً للفاعل .