Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 46-46)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِـئَايَـٰتِنَا } متلبساً بها { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ } أشراف قومه وخصوا بالذكر لأن غيرهم تبع { فَقَالَ } لهم { إِنّي رَسُولُ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } إليكم . وأريد باقتصاص ذلك تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبطال قولهم : { لَوْلاَ نُزّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] لأن موسى عليه السلام مع عدم زخارف الدنيا لديه كان له مع فرعون وهو ملك جبار ما كان وقد أيده الله سبحانه بوحيه وما أنزل عليه ، والاستشهاد بدعوته عليه السلام إلى التوحيد إثر ما أشير إليه من إجماع جميع الرسل عليهم السلام عليه ويعلم من ذلك وجه مناسبة الآيات لما قبلها . وقال أبو حيان : ( ( مناسبتها من وجهين : الأول أنه ذكر فيما قبل قول المشركين : { لَوْلاَ نُزّلَ } [ الزخرف : 31 ] الخ وفيه زعم أن العظم بالجاه والمال وأشير في هذه الآيات إلى أن مثل ذلك سبق إليه فرعون في قوله : { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } [ الزخرف : 51 ] الخ فهو قدوتهم في ذلك وقد انتقم منه فكذلك ينتقم منهم ، الثاني أنه سبحانه لما قال : { وَسْئَلْ } [ الزخرف : 45 ] الخ ذكر جل وعلا قصة موسى وعيسى عليهما السلام وهما أكثر أتباعاً ممن سبق / من الأنبياء وكل جاء بالتوحيد فلم يكن فيما جاءا به إباحة اتخاذ آلهة من دون الله تعالى كما اتخذت قريش فناسب ذكر قصتهما الآية التي قبلها ) ) .