Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 86-86)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } أي ولا يملك آلهتهم الذين يدعونهم { مِن دُونِهِ ٱلشَّفَـٰعَةَ } كما زعموا أنهم شفعاؤهم عند الله عز وجل . وقرىء { تدعون } بتاء الخطاب والتخفيف ؛ والسلمي وابن وثاب بها وشد الدال { إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقّ } الذي هو التوحيد { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي يعلمونه . والجملة في موضع الحال ، وقيد بها لأن الشهادة عن غير علم بالمشهود به لا يعول عليها . وجمع الضمير باعتبار معنى من كما أن الإفراد أولاً باعتبار لفظه . والمراد به الملائكة وعيسى وعزير وأضرابهم صلاة الله تعالى وسلامه عليهم . والاستثناء قيل : متصل إن أريد بالذين يدعون من دونه كل ما يعبد من دون الله عز وجل ومنفصل إن أريد بذلك الأصنام فقط ، وقيل : هو منفصل مطلقاً وعلل بان المراد نفي ملك الآلهة الباطلة الشفاعة للكفرة ومن شهد بالحق منها لا يملك الشفاعة لهم أيضاً وإنما يملك الشفاعة للمؤمنين فكأنه قيل على تقدير التعميم : ولا يملك الذين يدعونهم من دون الله تعالى كائنين ما كانوا الشفاعة لهم لكن من شهد بالحق يملك الشفاعة لمن شاء الله سبحانه من المؤمنين ؛ فالكلام نظير قولك : ما جاء القوم إليَّ إلا زيداً جاء إلى عمرو فتأمل . وقال مجاهد وغيره : المراد بمن شهد بالحق المشفوع فيهم ، وجعل الاستثناء عليه متصلاً والمستثنى منه محذوفاً كأنه قيل : ولا يملك هؤلاء الملائكة وأضرابهم الشفاعة في أحد إلا فيمن وحد عن إيقان وإخلاص / ومثله في حذف المستثنى منه قوله : @ نجا سالم والنفس منه بشرقة ولم ينج إلا جفن سيف ومئزراً @@ أي ولم ينج شيء إلا جفن سيف ، واستدل بالآية على أن العلم ما لا بد منه في الشهادة دون المشاهدة .