Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 59-59)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَٱرْتَقِبْ } أي وإن لم يتذكروا فانتظر ما يحل بهم وهو تعميم بعد تخصيص بقوله تعالى : { فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَاء } [ الدخان : 10 ] { إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ } منتظرون ما يحل بك كما قالوا : { نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } [ الطور : 30 ] وقيل : معناه مرتقبون ما يحل بهم تهكماً ، وقيل : هو مشاكلة ، والمعنى إنهم صائرون للعذاب . وفي الآية من الوعد له صلى الله عليه وسلم ما لا يخفى . وقيل : فيها الأمر بالمتاركة وهو منسوخ بآية السيف فلا تغفل . ومن باب الإشارة في الآيات ما ذكروه في قوله تعالى : { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ } [ الدخان : 17 ] إلى آخر القصة من تطبيق ذلك على ما في الأنفس ، وهو مما يعلم ما ذكرناه في باب الإشارة من هذا الكتاب غير مرة فلا نطيل به . وقالوا في قوله تعالى : { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * مَا خَلَقْنَـٰهُمَا إِلاَّ بِٱلْحَقّ } [ الدخان : 38 - 39 ] إنه إشارة إلى الوحدة كقوله عز وجل : { سَنُرِيهِمْ ءايَـٰتِنَا فِي ٱلأَفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } [ فصلت : 53 ] وأفصح بعضهم فقال : الحق هو عز وجل والباء للسببية أي ما خلقناهما إلا بسبب أن تكون مرايا لظهور الحق جل وعلا ، ومن جعل منهم الباء للملابسة أنشد : @ رق الزجاج وراقت الخمر فتشاكلا وتشابه الأمر فكأنما خمر ولا قدح وكأنما قدح ولا خمر @@ والعبارة ضيقة والأمر طور ما وراء العقل والسكوت أسلم . وقالوا في شجرة الزقوم : هي شجرة الحرص وحب الدنيا تظهر يوم القيامة على أسوأ حال وأخبث طعم . وقالوا : { ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ } [ الدخان : 56 ] ما كان في الدنيا بقتل النفس بسيف الصدق في الجهاد الأكبر وهو المشار إليه « بموتوا قبل أن تموتوا » فمن مات ذلك الموت حيـي أبداً الحياة الطيبة التي لا يمازجها شيء من ماء الألم الجسماني والروحاني وذلك هو الفوز العظيم ، والله تعالى يقول الحق وهو سبحانه يهدي السبيل .