Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 18-18)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ جَعَلْنَـٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ } أي سنة وطريقة من شرعه إذا سنه ليسلك ، وفي « البحر » ( ( الشريعة في كلام العرب الموضع الذي يرد منه الناس في الأنهار ونحوها / فشريعة الدين من ذلك من حيث يرد الناس منها أمر الله تعالى ورحمته والقرب منه عز وجل ) ) ، وقال الراغب : ( ( الشرع مصدر ثم جعل اسماً للطريق النهج فقيل له شرع وشرعة وشريعة واستعير ذلك للطريقة الإلهية من الدين ثم قال : قال بعضهم سميت الشريعة شريعة تشبيهاً بشريعة الماء من حيث إن من شرع فيها على الحقيقة والصدق روي وتطهر ، وأعني بالري ما قال بعض الحكماء : كنت أشرب فلا أروى فلما عرفت الله تعالى رويت بلا شرب ، وبالتطهر ما قال عز وجل : { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيـراً } [ الأحزاب : 33 ] ) ) والظاهر هنا المعنى اللغوي ، والتنوين للتعظيم أي شريعة عظيمة الشأن { مِنَ ٱلأَمْرِ } أي أمر الدين ، وجوز أبو حيان كونه مصدر أمر ، والمراد من الأمر والنهي وهو كما ترى { فَٱتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } أي آراء الجهال التابعة للشهوات ، والمراد بهم ما يعم كل ضال ، وقيل : هم جهال قريظة والنضير ، وقيل : رؤساء قريش كانوا يقولون له صلى الله عليه وسلم : ارجع إلى دين آبائك .