Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 23-23)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } تعجيب من حال من ترك متابعة الهدى إلى مطاوعة الهوى فكأنه يعبده فالكلام على التشبيه البليغ أو الاستعارة ، والفاء للعطف على مقدر دخلت عليه الهمزة أي أنظرت من هذه حاله فرأيته فإن ذلك مما يقضي منه العجب . وأبو حيان جعل ( أرأيت ) بمعنى أخبرني وقال : المفعول الأول من { ٱتَّخَذَ } والثاني محذوف يقدر بعد الصلات أي أيهتدي بدليل { فَمَن يَهْدِيهِ } . والآية نزلت على ما روي عن مقاتل في الحرث بن قيس السهمي كان لا يهوى شيئاً إلا ركبه ، وحكمها عام وفيها من ذم اتباع هوى النفس ما فيها ، وعن ابن عباس ما ذكر الله تعالى هوى إلا ذمه . وقال وهب : إذا شككت في خير أمرين فانظر أبعدهما من هواك فأته ، وقال سهل التستري : هواك داؤك فإن خالفته فدواؤك ، وفي الحديث " العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله تعالى " وقال أبو عمران موسى بن عمران الأشبيلي الزاهد : @ فخالف هواها واعصها إن من يطع هوى نفسه ينزع به شر منزع ومن يطع النفس اللجوجة ترده وترم به في مصرع أي مصرع @@ وقد ذم ذلك جاهلية أيضاً ، ومنه قول عنترة : @ أني امرؤ سمح الخليقة ماجد لا أتبع النفس اللجوج هواها @@ ولعل الأمر غني عن تكثير النقل . وقرأ الأعرج وأبو جعفر { ءالهة } بتاء التأنيث بدل هاء الضمير ، وعن الأعرج أنه قرأ « آلهة » بصيغة الجمع . قال ابن خالويه : كان أحدهم يستحسن حجراً فيعبده فإذا رأى أحسن منه رفضه مائلاً إليه ، فالظاهر أن آلهة بمعناها من غير تجوز أو تشبيه والهوى بمعنى المهوى مثله في قوله : @ هواي مع الركب اليمانين مصعد @@ { وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ } أي خلقه ضالاً أو خلق فيه الضلال أو خذله وصرفه عن اللطف على ما قيل { عَلَىٰ عِلْمٍ } حال من الفاعل أي أضله الله تعالى عالماً سبحانه بأنه أهل لذلك لفساد جوهر روحه . ويجوز أن يكون حالاً من المفعول أي أضله عالماً بطريق الهدى فهو كقوله تعالى : { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْعِلْمُ } [ الجاثية : 17 ] { وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ } بحيث لا يتأثر بالمواعظ ولا يتفكر في الآيات . { وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَـٰوَةً } مانعة عن الاستبصار والاعتبار والكلام على التمثيل . وقرأ عبد الله والأعمش { غشاوة } بفتح الغين وهي لغة ربيعة والحسن وعكرمة وعبد الله أيضاً بضمها وهي لغة عكلية ، وأبو حنيفة وحمزة والكسائي وطلحة ومسعود بن صالح والأعمش أيضاً { غشوة } بفتح الغين وسكون الشين ، وابن مصرف والأعمش أيضاً كذلك إلا أنهما كسرا الغين { فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ } أي من بعد إضلاله تعالى إياه ، وقيل : المعنى فمن يهديه غير الله سبحانه { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أي ألا تلاحظون فلا تذكرون ، وقرأ الجحدري { تذكرون } بالتخفيف ، والأعمش « تتذكرون » بتاءين على الأصل .