Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 25-25)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُنَا } الناطقة بالحق الذي من جملته البعث { بَيّنَـٰتٍ } واضحات الدلالة على ما نطقت به مما يخالف معتقدهم أو مبينات له { ما كان حجتهم } بالنصب على أنه خبر { كان } واسمها قوله تعالى : { إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي في أنا نبعث بعد الموت أي ما كان متمسكاً لهم شيء من الأشياء إلا هذا القول الباطل الذي يستحيل أن يكون حجة . وتسميته حجة لسوقهم إياه مساق الحجة على سبيل التهكم بهم أو أنه من قبيل : @ تحية بينهم ضرب وجيع @@ أي ما كان حجتهم إلا ما ليس بحجة ، والمراد نفي أن يكون لهم حجة فإنه لا يلزم من عدم حصول الشيء حالاً كإعادة آبائهم التي طلبوها في الدنيا امتناعه بعد لتمتنع الإعادة إذا قامت القيامة . والخطاب في { ٱئْتُواْ } و { كُنتُمْ } للرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنين إذ هم قائلون بمقالته صلى الله عليه وسلم من البعث طالبون من الكفرة الإقرار به ، وجوز أن يكون له عليه الصلاة والسلام وللأنبياء عليهم السلام الجائين بالبعث وغلب الخطاب على الغيبة . وقال ابن عطية : { ٱئْتُواْ } و { كُنتُمْ } من حيث المخاطبة له صلى الله عليه وسلم والمراد هو وإلهه والملك الذي يذكر عليه الصلاة والسلام نزوله عليه بذلك وهو جبريل عليه السلام ، وهو كما ترى . وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد وابن عامر فيما روى عنه عبد الحميد وعاصم فيما روى هارون وحسين عن أبـي بكر عنه { حجتهم } بالرفع على أنه اسم ( كان ) وما بعد خبر أي ما كان حجتهم شيئاً من الأشياء إلا هذا القول الباطل ، وجواب { إِذَا } ( ما كان ) الخ ، ولم تقترن بالفاء وإن كانت لازمة في المنفى بما إذا وقعت جواب الشرط لأنها غير جازمة ولا أصلية في الشرطية ، وهو سر قول أبـي حيان : ( ( إن إذا خالفت أدوات الشرط بأن جوابها إذا كان / منفياً بما لم تدخل الفاء بخلاف أدوات الشرط فلا بد معها من الفاء نحو إن تزرنا فما جفوتنا ) ) فلا حاجة إلى تقدير جواب لها كعمدوا إلى الحجج الباطلة خلافاً لابن هشام . واسْتَدَلَّ بوقوع ما ذكر جواباً على أن العمل في إذا ليس للجواب لصدارة ما المانعة منه ولا قائل بالفرق ، ولعل من قال بالعمل يقول يتوسع في الظرف ما لم يتوسع في غيره ، ثم إن المعنى على الاستقبال لمكان { إِذَا } أي ما تكون حجتهم إلا أن يقولوا ذلك .