Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 8-8)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَسْمَعُ ءايَـٰتِ ٱللَّهِ } صفة أخرى له ، وقيل استئناف ، وقيل حال من الضمير في { أَثِيمٍ } / وقوله سبحانه : { تُتْلَىٰ عَلَيْهِ } حال من { ءايَـٰتِ ٱللَّهِ } ولم يجوز جعله مفعولاً ثانياً ليسمع لأن شرطه أن يكون ما بعده مما لا يسمع كسمعت زيداً يقرأ . والظاهر أن المراد بتتلى الاستمرار لأنه المناسب للاستبعاد المدلول عليه بقوله عز وجل : { ثُمَّ يُصِرُّ } فإن ثم لاستبعاد الإصرار بعد سماع الآيات وهي للتراخي الرتبـي ويمكن إبقاؤه على حقيقته إلا أن الأول أبلغ وأنسب بالمقام ، ونظير ذلك في الاستبعاد قول جعفر بن علية : @ لا يكشف الغماء إلا ابن حرة يرى غمرات الموت ثم يزورها @@ والإصرار على الشيء ملازمته وعدم الانفكاك عنه من الصر وهو الشد ومنه صرة الدراهم ، ويقال : صر الحمار أذنيه ضمهما صراً وأصر الحمار ولا يقال أذنيه على ما في « الصحاح » وكأن معناه حينئذ صار صاراً أذنيه . والمراد هنا ثم يقيم على كفره وضلاله { مُسْتَكْبِراً } عن الايمان بالآيات وهو حال من ضمير { يُصِرُّ } وقوله سبحانه { كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } حال بعد حال أو حال من ضمير { مُسْتَكْبِراً } وجوز الاستئناف . و { كَأنَ } مخففة من كأن بحذف إحدى النونين واسمها ضمير الشأن ، وقيل : لا حاجة إلى تقديره كما في أن المفتوحة ، والمعنى يصر مستكبراً مثل غير السامع لها . { فَبَشّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } على إصراره ذلك . والبشارة في الأصل الخبر المغير للبشرة خيراً كان أو شراً ، وخصها العرف بالخبر السار فإن أريد المعنى العرفي فهو استعارة تهكمية أو هو من قبيل :