Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 19-19)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلِكُلّ } من الفريقين المذكورين في قوله تعالى : { أُوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ } [ الأحقاف : 16 ] وفي قوله سبحانه : { أُوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } [ الأحقاف : 18 ] وإن شئت فقل في { ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ } [ الأحقاف : 13 ] و { ٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ } [ الأحقاف : 17 ] { دَرَجَـٰتٌ مّمَّا عَمِلُواْ } أي من جزاء ما عملوا ، فالكلام بتقدير مضاف ، والجار والمجرور صفة { دَرَجَـٰتٌ } و { مِنْ } بيانية أو ابتدائية و { مَا } موصولة أي من الذي عملوه من الخير والشر أو مصدرية أي من عملهم الخير والشر ، ويجوز أن تكون { مِنْ } تعليلية بدون تقدير مضاف والجار والمجرور كما تقدم . والدرجات جمع درجة وهي نحو المنزلة لكن يقال للمنزلة درجة إذا اعتبرت بالصعود ودركاً إذا اعتبرت بالحدور ، ولهذا قيل : درجات الجنة ودركات النار . / والتعبير بالدرجات كما قال غير واحد على وجه التغليب لاشتمال { كُلٌّ } على الفريقين أي لكل منازل ومراتب سواء كانت درجات أو دركات ، وإنما غلب أصحاب الدرجات لأنهم الأحقاء به لا سيما ، وقد ذُكِر جزاؤهم مراراً وجزاء المقابل مرة . { وَلِيُوَفّيَهُمْ أَعْمَـٰلَهُمْ } أي جزاء أعمالهم والفاعل ضميره تعالى . وقرأ الأعمش والأعرج وشيبة وأبو جعفر والأخوان وابن ذكوان ونافع بخلاف عنه { لنوفيهم } بنون العظمة ، وقرأ السلمي بتاء فوقية على الإسناد للدرجات مجازاً . { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } بنقص ثواب وزيادة عقاب ، وقد مر الكلام في مثله غير مرة . والجملة حال مؤكدة للتوفية أو استئناف مقرر لها ، واللام متعلقة بمحذوف مؤخر كأنه قيل : وليوفيهم أعمالهم ولا يظلمهم فعل ما فعل من تقدير الأَجزية على مقادير أعمالهم فجعل الثواب درجات والعقاب دركات .