Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 33-33)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَوَ لَمْ يَرَوْاْ } الهمزة للإنكار والواو على أحد القولين عطف على مقدر دخله الاستفهام يستدعيه المقام . والرؤية قلبية أي ألم يتفكروا ولم يعلموا { أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ } أي لم يتعب بذلك أصلاً من عيي كفعل بكسر العين ، ويجوز فيه الإدغام بمعنى تعب كأعيا ، وقال الكسائي : أعييت من التعب وعييت من انقطاع الحيلة والعجز والتحير في الأمر ؛ وأنشدوا : @ عيوا بأمرهم كما عيت ببيضتها الحمامة @@ أي لم يعجز عن خلقهن ولم يتحير فيه ، واختار بعضهم عدم الفرق . وقرأ الحسن { ولم يعي } بكسر العين وسكون الياء ، ووجهه أنه في الماضي فتح عين الكلمة كما قالوا في بقي بقى بفتح القاف وألف بعدها وهي لغة طيء ، ولما بنى الماضي على فعل مفتوح العين بني مضارعه على يفعل مكسورها فجاء يعيى فلما دخل الجازم حذف الياء فبقي يعي بنقل حركة الياء إلى العين فسكنت الياء . وقوله تعالى : { بِقَادِرٍ } في حيز الرفع لأنه خبر أنْ / والباء زائدة فيه ، وحسن زيادتها كون ما قبلها في حيز النفي ، وقد أجاز الزجاج ما ظننت أن أحداً بقائم قياساً على هذا ، قال أبو حيان : والصحيح قصر ذلك على السماع فكأنه قيل هنا : أو ليس الله بقادر { عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ ٱلْمَوْتَىٰ } ولذلك أجيب عنه بقوله تعالى : { بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَيْء قَدِيرٌ } تقريراً للقدرة على وجه عام يكون كالبرهان على المقصود ، ولذا قيل : إن هذا مشير إلى كبرى لصغرى سهلة الحصول فكأنه قيل : إحياء الموتى شيء وكل شيء مقدور له فينتج أن إحياء الموتى مقدور له ، ويلزمه أنه تعالى قادر على أن يحيي الموتى . وقرأ الجحدري وزيد بن علي وعمرو بن عبيد وعيسى والأعرج بخلاف عنه ويعقوب { يقدر } بدل { بِقَادِرٍ } بصيغة المضارع الدال على الاستمرار وهذه القراءة على ما قيل موافقة أيضاً للرسم العثماني .