Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 6-6)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ } عند قيام القيامة { كَانُواْ } أي المعبودون { لَهُمْ } أي العابدين { أَعْدَاءً } شديدي العداوة { وَكَانُواْ } أي المعبودون أيضاً { بِعِبَادَتِهِمْ } أي بعبادة الكفرة إياهم { كَـٰفِرِينَ } مكذبين ، والأمر ظاهر في ذوي العقول ، وأما في الأصنام فقد روي أن الله تعالى يخلق لها إدراكاً وينطقها فتتبرأ عن عبادتهم وكذا تكون أعداء لهم ، وجوز كون تكذيب الأصنام بلسان الحال لظهور أنهم لا يصلحون للعبادة وأنهم لا نفع لهم كما توهموه أولاً حيث قالوا : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى ٱللَّهِ } [ الزمر : 3 ] ورجوا الشفاعة منهم . وفسرت العداوة بالضر على أنها مجاز مرسل عنه فمعنى { كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَاء } كانوا لهم ضارين ، وما ذكرناه في بيان الضمائر هو الظاهر ، وقيل : ضمير { هُمْ } المرفوع البارز والمستتر في قوله تعالى : { وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَـٰفِلُونَ } [ الأحقاف : 5 ] للكفرة الداعين وضمير { دُعَائِهِمْ } لهم أو للمعبودين ، والمعنى أن الكفار عن ضلالهم بأنهم يدعون من لا يستجيب لهم غافلون لا يتأملون ما عليهم في ذلك ، وفيه من ارتكاب خلاف الظاهر ما فيه ، وفي الضمائر بعد نحو ذلك ، والمعنى إذا حشر الناس كان الكفار أعداء لآلهتهم الباطلة لما يرون من ترتب العذاب على عبادتهم إياها وكانوا لذلك منكرين أنهم عبدوا غير الله تعالى كما حكى الله تعالى عنهم / أنهم يقولون : { وَٱللَّهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] وتعقب بأن السياق لبيان حال الآلهة معهم لا عكسه ، ولأن كفرهم حينئذٍ إنكار لعبادتهم وتسميته كفراً خلاف الظاهر .