Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 29-29)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } هم المنافقون الذين فصلت أحوالهم الشنيعة ، وُصِفوا بوصفهم السابق لكونه مداراً لما نعى عليهم بقوله تعالى : { أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَـٰنَهُمْ } فأم منقطعة وأن مخففة من ( أنَّ ) ، واسْمُها ضمير الشأن والجملة بعدها خبرها . والأضعان جمع ضغن وهو الحقد وقيده الراغب بالشديد وقد ضغن بالكسر وتضاغن القوم واضطغنوا أبطنوا الأحقاد ، ويقال : اضطغنت الصبـي إذا أخذته تحت حضنك وأنشد الأحمر @ كأنه مضطغن صبياً @@ وفرس ضاغن لا يعطي ما عنده من الجري إلا بالضرب ، وأصل الكلمة من الضغن وهو الالتواء والاعوجاج في قوائم الدابة والقناة وكل شيء ، قال بشر : @ كذات الضغن تمشي في الرفاق @@ وأنشد الليث : @ / إن قناتي من صليبات القنا ما زادها التثقيف إلا ضغنا @@ والحقد في القلب يشبه به . وقال الليث وقطرب : الضغن العداوة قال الشاعر : @ قل لابن هند ما أردت بمنطق ساء الصديق وشيد الأضغانا @@ وهذا لا ينافي الأول لأن الحقد العداوة لأمر يخفيه المرء في قلبه ، والإخراج مختص بالأجسام ، والمراد به هنا الإبراز أي بل أحسب الذين في قلوبهم حقد وعداوة للمؤمنين أنه لن يبرز الله تعالى أحقادهم ويظهرها للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فتبقى مستورة ، والمعنى أن ذلك مما لا يكاد يدخل تحت الاحتمال .