Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 2-2)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ } قال ابن عباس فيما أخرجه عنه جماعة منهم الحاكم وصححه : هم أهل المدينة الأنصار ، وفسر رضي الله تعالى عنه { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ محمد : 1 ] بأهل مكة قريش ، وقال مقاتل : هم ناس من قريش ، وقيل : مؤمنو أهل الكتاب ، وقيل : أعم من المذكورين وغيرهم فإن الموصول من صيغ العموم ولا داعي للتخصيص { وَءامَنُواْ بِمَا نُزّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ } من القران ، وخص بالذكر الإيمان بذلك مع اندراجه فيما قبله تنويهاً بشأنه وتنبيهاً على سمو مكانه من بين سائر ما يجب الإيمان به وأنه الأصل في الكل ولذلك أكد بقوله تعالى : { وَهُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبّهِمْ } وهو جملة معترضة بين المبتدأ والخبر مفيدة لحصر الحقية فيه على طريقة الحصر في قوله تعالى : { ذٰلِكَ ٱلْكِتَابُ } [ البقرة : 2 ] وقولك : حاتم الجود فيراد بالحق ضد الباطل ، وجوز أن يكون الحصر على ظاهره و ( الحق ) الثابت ، وحقية ما نزل عليه عليه الصلاة والسلام لكونه ناسخاً لا ينسخ / وهذا يقتضي الاعتناء به ومنه جاء التأكيد ، وأياً ما كان فقوله تعالى : { مّن رَّبّهِمُ } حال من ضمير { ٱلْحَقّ } . وقرأ زيد بن علي وابن مقسم { نزل } مبنياً للفاعل ، والأعمش { أنزل } معدى بالهمزة مبنياً للمفعول . وقرىء { أنزل } بالهمز مبنياً للفاعل { ونزل } بالتخفيف . { كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيّئَـٰتِهِمْ } أي سترها بالإيمان والعمل الصالح ، والمراد أزالها ولم يؤاخذهم بها { وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } أي حالهم في الدين والدنيا بالتوفيق والتأييد ، وتفسير البال بالحال مروي عن قتادة وعنه تفسيره بالشأن وهو الحال أيضاً أو ماله خطر ، وعليه قول الراغب : ( ( البال الحال التي يكترث بها ، ولذلك يقال : ما باليت بكذا بالة أي ما اكترثت به ) ) ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " كل أمر ذي بال " الحديث ويكون بمعنى الخاطر القلبـي ويتجوز به عن القلب كما قال الشهاب . وفي « البحر » ( ( حقيقة البال الفكر والموضع الذي فيه نظر الإنسان وهو القلب ومن صلح قلبه صلحت حاله ، فكأن اللفظ مشير إلى صلاح عقيدتهم وغير ذلك من الحال تابع له ) ) ، وحكي عن السفاقسي تفسيره هنا بالفكر وكأنه لنحو ما أشير إليه ، وهو كما في « البحر » أيضاً مما ( ( لا يثنى ولا يجمع وشذ قولهم في جمعه بالات ) ) .