Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 6-6)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَيُعَذّبَ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱلْمُنَـٰفِقَـٰتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَـٰتِ } عطف على { يُدْخِلَ } [ الفتح : 5 ] أي وليعذب المنافقين الخ لغيظهم من ذلك ، وهو ظاهر على جميع الأوجه السابقة في { لّيُدْخِلَ } حتى وجه البدلية فإن بدل الاشتمال تصححه الملابسة كما مر ، وازدياد الإيمان على ما ذكرنا في تفسيره مما يغيظهم بلا ريب ، وقيل : إنه على هذا الوجه يكون عطفاً على المبدل منه . وتقديم المنافقين على المشركين لأنهم أكثر ضرراً على المسلمين فكان في تقديم تعذيبهم تعجيل المسرة . { ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } أي ظن الأمر الفاسد المذموم وهو أنه عز وجل لا ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، وقيل : المراد به ما يعم ذلك وسائر ظنونهم الفاسدة من الشرك أو غيره { عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ ٱلسَّوْء } أي ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين فهو حائق بهم ودائر عليهم . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو { دائرة السوء } بالضم ، والفرق بينه وبين { ٱلسَّوْء } بالفتح على ما في « الصحاح » أن المفتوح مصدر والمضموم اسم مصدر بمعنى المساءة . وقال غير واحد : هما لغتان بمعنى كالكُره والكَره عند الكسائي وكلاهما في الأصل مصدر غير أن المفتوح غلب في أن يضاف إليه ما يراد ذمه والمضموم جرى مجرى الشر . ولما كانت الدائرة هنا محمودة وأضيفت إلى المفتوح في قراءة الأكثر تعين على هذا أن يقال : إن ذاك على تأويل أنها مذمومة بالنسبة إلى من دارت عليه من المنافقين والمشركين واستعمالها في المكروه أكثر وهي مصدر بزنة اسم الفاعل أو اسم فاعل ، وإضافتها على ما قال الطيبـي من إضافة الموصوف إلى الصفة للبيان على المبالغة ، وفي « الكشف » الإضافة بمعنى من على نحو دائرة ذهب فتدبر . والكلام إما إخبار عن وقوع السوء بهم أو دعاء عليهم . وقوله تعالى : { وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ } عطف على ذلك ، وكان الظاهر فلعنهم فأعد بالفاء في الموضعين لكنه عدل عنه للإشارة إلى أن كلاً من الأمرين مستقل في الوعيد به من غير اعتبار للسببية فيه { وَسَآءَتْ مَصِيراً } جهنم .