Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 3-3)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { أَءذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً } تقرير للتعجب وتأكيد للإنكار أو بيان لموضع تعجبهم ، والعامل في { إِذَا } مضمر غني عن البيان لغاية شهرته مع دلالة ما بعده عليه أي أحين نموت ونصير تراباً نرجع كما ينطق به النذير والمنذر به مع كمال التباين بيننا وبين / الحياة حينئذٍ . وقوله سبحانه : { ذٰلِكَ } إشارة إلى محل النزاع وهو الرجع والبعث بعد الموت أي ذلك الرجع { رَجْعٌ بَعِيدٌ } أي عن الأوهام أو العادة أو الإمكان ، وقيل : الرجع بمعنى المرجوع أي الجواب يقال هذا رجع رسالتك ومرجوعها ومرجوعتها أي جوابها ، والإشارة عليه إلى { أَءِذَا مِتْنَا } الخ ، والجملة من كلام الله تعالى ، والمعنى ذلك جواب بعيد منهم لمنذرهم ، وناصب { إِذَا } حينئذٍ ما ينبـىء عنه المنذر من المنذر به وهو البعث أي أئذا متنا وكنا تراباً بعثنا . وقد يقال : إنه لما تقرر أن ذلك جواب منهم لمنذرهم فقد علم أنه أنذرهم بالبعث ليصلح ذلك جواباً له فهو دليل أيضاً على المقدر ، فالقول بأنه إذا كان الرجع بمعنى المرجوع وهو الجواب لا يكون في الكلام دليل على ناصب { إِذَا } مندفع . نعم هذا الوجه في نفسه بعيد بل قال أبو حيان : ( ( إنه مفهوم عجيب ينبو عن إدراكه فهم العرب . وقرأ الأعرج وشيبة وأبو جعفر وابن وثاب والأعمش وابن عتبة عن ابن عامر { إِذَا } بهمزة واحدة على صورة الخبر فجاز أن يكون استفهاماً حذفت منه الهمزة وجاز أن يكون خبراً . قال في « البحر » : وأضمر جواب { إِذَا } أي إذا متنا وكنا تراباً رجعنا ، وأجاز صاحب « اللوامح » أن يكون الجواب { ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } على تقدير حذف الفاء ، وقد أجاز ذلك بعضهم في جواب الشرط مطلقاً إذا كان جملة اسمية ، وقصره أصحابنا على الشعر في الضرورة ) ) .