Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 14-15)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي فيقال لهم ذلك يوم الخ ، ومعنى التكذيب بها تكذيبهم بالوحي الناطق بها . وقوله تعالى : { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا } توبيخ وتقريع لهم حيث كانوا يسمونه سحراً كأنه قيل : كنتم تقولون للوحي الذي أنذركم بهذا سحراً أفهذا المصدق له سحر أيضاً ، وتقديم الخبر لأنه المقصود بالإنكار والمدار للتوبيخ . { أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } أي أم أنتم عمي عن المخبر به كما كنتم في الدنيا عمياً عن الخبر ، والفاء مؤذنة بما ذكر وذلك لأنها لما كانت تقتضي معطوفاً عليه يصح ترتب الجملة أعني { سِحْرٌ هَـٰذَا } عليه وكانت هذه جملة واردة تقريعاً مثل { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ } [ الطور : 14 ] الخ لم يكن بد من تقدير ذلك على وجه يصح الترتب ويكون مدلولاً عليه من السياق فقدّر كنتم تقولون إلى آخره ، ودل عليه قوله تعالى : { فِى خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } [ الطور : 12 ] وقوله سبحانه : { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذّبُونَ } [ الطور : 14 ] وفي « الكشف » إن هذا نظير ما تستدل بحجة فيقول الخصم : هذا باطل فتأتى بحجة أوضح من الأولى مسكتة وتقول : أفباطل هذا ؟ ! تعيره بالإلزام بأن مقالته الأولى كانت باطلة ، وفي مثله جاز أن يقدر القول على معنى أفتقول باطل هذا وأن لا يقدر لابتنائه على كلام الخصم وهذا أبلغ . و { أَمْ } كما هو الظاهر منقطعة . وفي « البحر » لما قيل لهم : { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ } وقفوا على الجهتين اللتين يمكن منهما دخول الشك في أنها النار وهي إما أن يكون ثمّ سحر يلبس ذات المرأى ، وإما أن يكون في نظر الناظر اختلال ، والظاهر أنه جعل { أَمْ } معادلة والأول أبعد مغزى .