Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 15-15)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ عِندَهَا } أي عند السدرة ، وجوز أن يكون الضمير للنزلة وهو نازل عن رتبة القبول { جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ } التي يأوي إليها المتقون يوم القيامة كما روي عن الحسن ، واستدل به على أن الجنة في السماء ، وقال ابن عباس بخلاف عنه وقتادة : / هي جنة تأوي إليها أرواح الشهداء وليست بالتي وعد المتقون ، وقيل : هي جنة تأوي إليها الملائكة عليهم السلام والأول أظهر . والمأوى على ما نص عليه الجمهور اسم مكان وإضافة الجنة إليه بيانية ، وقيل : من إضافة الموصوف إلى الصفة كما في مسجد الجامع ، وتعقب بأن اسم المكان لا يوصف به . والجملة حالية ، وقيل : الحال هو الظرف ، و { جَنَّةُ } مرتفع به على الفاعلية . وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه وأبو الدرداء وأبو هريرة وابن الزبير وأنس وزر ومحمد بن كعب وقتادة : { جنَّه } بها الضمير وهو ضمير النبـي صلى الله عليه وسلم ، وجن فعل ماض أي عندها ستره إيواء الله تعالى وجميل صنعه به ، أو ستره المأوى بظلاله ودخل فيه على أن { ٱلْمَأْوَىٰ } مصدر ميمي أو اسم مكان ، وجنَّه بمعنى ستره ، قال أبو البقاء : شاذ والمستعمل أجنه ، ولهذا قالت عائشة رضي الله تعالى عنها وكذا جمع من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين : من قرأ به فأجنه الله تعالى أي جعله مجنوناً أو أدخله الجنن وهو القبر ، وأنت تعلم أنه إذا صح أنه قرأ به الأمير كرم الله تعالى وجهه ومن معه من أكابر الصحابة فليس لأحد رده من حيث الشذوذ في الاستعمال ، وعائشة قد حكي عنها الإجازة أيضاً .