Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 1-1)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أقسم سبحانه بجنس النجم المعروف على ما روي عن الحسن ومعمر بن المثنى ، ومنه قوله : @ فباتت تعد النجم في مستحيرة سريع بأيدي الآكلين جمودها @@ ومعنى { هَوَىٰ } غرب ، وقيل : طلع يقال هوى يهوي كرمى يرمي هَوياً بالفتح في السقوط والغروب لمشابهته له ؛ وهُوياً بالضم للعلو والطلوع ، وقيل : الهوي بالفتح للإصعاد والهوى بالضم للانحدار ؛ وقيل : الهوي بالفتح والضم السقوط ويقال أهوى بمعنى هوى ، وفرق بعض اللغويين بينهما بأن هوى إذا انقض لغير صيد ، وأهوى / إذا انقض له ، وقال الحسن وأبو حمزة الثمالي : أقسم سبحانه بالنجوم إذا انتثرت في القيامة ، وعن ابن عباس في رواية أقسم عز وجل بالنجوم إذا انقضت في إثر الشياطين . وقيل : المراد بالنجم معين فقال مجاهد وسفيان : هو الثريا فإن النجم صار علماً بالغلبة لها ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا طلع النجم صباحاً ارتفعت العاهة " وقول العرب : طلع النجم عشاءاً فابتغى الراعي كساء ، طلع النجم غدية فابتغي الراعي كسية ، وفسر هويها بسقوطها مع الفجر ، وقيل : هو الشعرى المرادة بقوله تعالى : { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } [ النجم : 49 ] والكهان يتكلمون على المغيبات عند طلوعها ، وقيل : الزهرة وكانت تعبد ، وقال ابن عباس ومجاهد والفراء ومنذر بن سعيد : { ٱلنَّجْمُ } المقدار النازل من القرآن على النبـي صلى الله عليه وسلم ، { وَإِذَا هَوَىٰ } بمعنى إذا نزل عليه مع ملك الوحي جبريل عليه والسلام ، وقال جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه : هو النبـي صلى الله عليه وسلم وهويه نزوله من السماء ليلة المعراج ، وجوز على هذا أن يراد بهويه صعوده وعروجه عليه الصلاة والسلام إلى منقطع الأين ، وقيل : هو الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، وقيل : العلماء على إرادة الجنس ، والمراد بهويهم قيل : عروجهم في معارج التوفيق إلى حضائر التحقيق ، وقيل : غوصهم في بحار الأفكار لاستخراج درر الأسرار . وأظهر الأقوال القول بأن المراد بالنجم جنس النجم المعروف فإن أصله اسم جنس لكل كوكب ، وعلى القول بالتعيين فالأظهر القول بأنه الثريا ، ووراء هذين القولين القول بأن المراد به المقدار النازل من القرآن . وفي الإقسام بذلك على نزاهته عليه الصلاة والسلام عن شائبة الضلال والغواية من البراعة البديعة وحسن الموقع ما لا غاية وراءه ، أما على الأولين فلأن النجم شأنه أن يهتدي به الساري إلى مسالك الدنيا كأنه قيل : والنجم الذي تهتدي به السابلة إلى سواء السبيل .