Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 22-22)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تِلْكَ } إشارة إلى القسمة المنفهمة من الجملة الاستفهامية { إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } أي جائرة حيث جعلتم له سبحانه ما تستنكفون منه وبذلك فسر ضيزى ابن عباس وقتادة ، وفي معناه قول سفيان منقوصة ، وابن زيد مخالفة ، ومجاهد ومقاتل عوجاء ، والحسن غير معتدلة . والظاهر أنه صفة . واختلف في يائه فقيل : منقلبة عن واو ، وقيل : أصلية ، ووزنه فُعْلى بضم الفاء كحبلى وأنثى ، ثم كسرت لتسلم الياء كما فعل ذلك في بِيض جمع أبيض فإن وزنه فُعل بضم الفاء كحُمر ثم كسرت الفاء لما ذكر ومثله شائع ، ولم يجعل وزنه فِعلى بالكسر ابتداءاً لما ذهب إليه سيبويه من أن فِعلى بالكسر لم يجىء عن العرب في الصفات وجعله بعضهم كذلك متمسكاً بورود ذلك . فقد حكى ثعلب مشية حيكى ، ورجل كيصى ، وغيره امرأة عزهى وامرأة سعلى ، ورد بأنه من النوادر والحمل على الكثير المطرد في بابه أولى ، وأيضاً يمكن أن يقال في حيكى وكيصى ما قيل في ضيزى ؛ ويمنع ورود عزهى وسعلى فإن المعروف عزهاة وسعلاة ، وجوز أن يكون ضيزى فِعلى بالكسر ابتداءاً على أنه مصدر كذكرى ووصف به مبالغة ، ومجىء هذا الوصف في المصادر كما ذكر ، والأسماء الجامدة كدفلى وشعرى ، والجموع كحجلى كثير . وقرأ ابن كثير ( ضئزى ) بالهمز على أنه مصدر وصف به ، وجوز أن يكون وصفاً وهو مضموم عومل معاملة المعتل لأنه يؤول إليه . وقرأ ابن زيد ( ضَيزى ) بفتح الضاد وبالياء على أنه كدعوى أو كسكرى ، ويقال ضؤزى بالواو والهمز وضم الفاء ؛ وقد حكى الكسائي ضأز يضأز ضأزاً بالهمز وأنشد الأخفش : @ فإن تنأ عنها ننتقصك وإن تغب فسهمك ( مضؤز ) وأنفك راغم @@ والأكثر ضاز بلا همز كما في قول امرىء القيس : @ ( ضازت ) بنو أسد بحكمهم إذ يجعلون الرأس كالذنب @@ وأنشده ابن عباس على تفسيره السابق .