Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 61-61)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي لاهون كما روي عن ابن عباس جواباً لنافع بن الأزرق ، وأنشد عليه قول هزيلة بنت بكر وهي تبكي قوم عاد : @ ليت ( عاداً ) قبلوا الحق ولم يبدوا جحودا قيل : قم فانظر إليهم ثم دع عنك ( السمودا ) @@ وفي رواية أنه رضي الله تعالى عنه سئل عن السمود ، فقال : البرطمة وهي رفع الرأس تكبراً أي وأنتم رافعون رؤوسكم تكبراً ، وروي تفسيره بالبرطمة عن مجاهد أيضاً ، وقال الراغب : ( ( السامد اللاهي الرافع رأسه من سمد البعير في سيره إذا رفع رأسه ) ) ، وقال أبو عبيدة : السمود الغناء بلغة حمير يقولون : يا جارية اسمدي لنا أي غني لنا ، وروي نحوه عن عكرمة ، وأخرج عبد الرزاق والبزار وابن جرير والبيهقي في « سننه » وجماعة عن ابن عباس أنه قال : هو الغناء باليمانية وكانوا إذا سمعوا القرآن غنوا تشاغلاً عنه ، وقيل : يفعلون ذلك ليشغلوا الناس عن استماعه ، والجملة الاسمية على جميع ذلك حال من فاعل لا تبكون ومضمونها قيد للنفي والإنكار متوجه إلى نفي البكاء ووجود السمود ، وقال المبرد : السمود الجمود والخشوع كما في قوله : @ رمى الحدثان نسوة آل سعد بمقدار سمدن له ( سمودا ) فرد شعورهن السود بيضاً ورد وجوههن البيض سودا @@ والجملة عليه حال من فاعل { تَبْكُونَ } [ النجم : 60 ] أيضاً إلا أن مضمونها قيد للمنفي ، والإنكار وارد على نفي البكاء والسمود معاً فلا تغفل . وفي حرف أبـيّ . وعبد الله تضحكون بغير واو ، وقرأ الحسن تعجبون تضحكون بغير واو وضم التاءين وكسر الجيم والحاء . واستدل بالآية كما في « أحكام القرآن » على استحباب البكاء عند سماع القرآن وقراءته ، أخرج البيهقي في « شعب الإيمان » عن أبـي هريرة قال : « لما نزلت { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } [ النجم : 59 ] الآية بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال عليه الصلاة والسلام : " لا يلج النار من بكى من خشية الله تعالى ولا يدخل الجنة مصرّ على معصيته ولو لم تذنبوا لجاء الله تعالى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم " وأخرج أحمد في « الزهد » وابن أبـي شيبة وهناد وغيرهم عن صالح أبـي الخليل قال : لما نزلت هذه الآية { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ } [ النجم : 59 - 60 ] ما ضحك النبـي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا أن يتبسم » ولفظ عبد بن حميد " فما رؤي النبـي عليه الصلاة والسلام ضاحكاً ولا متبسماً حتى ذهب من الدنيا " وفيه سد باب الضحك عند قراءة القرآن ولو لم يكن استهزاءاً والعياذ بالله عز وجل .