Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 14-14)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا } بمرأى منا ، وكنى به عن الحفظ ، أي تجري في ذلك الماء بحفظنا وكلاءتنا ، وقيل : بأوليائنا يعني نوحاً عليه السلام ومن آمن معه يقال : مات عين من عيون الله تعالى أي ولي من أوليائه سبحانه ، وقيل : بأعين الماء التي فجرناها ، وقيل : بالحفظة من الملائكة عليهم السلام سماهم أعيناً وأضافهم إليه جل شأنه والأول أظهر . وقرأ زيد بن علي وأبو السمال بأعينا بالإدغام . { جَزَاء لّمَن كَانَ كُفِرَ } أي فعلنا ذلك جزاءاً لنوح عليه السلام فإنه كان نعمة أنعمها الله تعالى على قومه فكفروها وكذا كل نبـي نعمة من الله تعالى على أمته ، وجوز أن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل إلى الضمير واستتاره في الفعل بعد انقلابه مرفوعاً أي لمن كفر به وهو نوح عليه السلام أيضاً أي جحدت نبوته ، فالكفر عليه ضد الإيمان ، وعلى الأول كفران النعمة ، وعن ابن عباس ومجاهد من يراد به الله تعالى كأنه قيل : غضباً وانتصاراً لله عز وجل وهو كما ترى . وقرأ مسلمة بن محارب كفر بإسكان الفاء خفف فعل كما في قوله : @ لو عصر منه البان والمسك ( انعصر ) @@ وقرأ يزيد بن رومان وقتادة وعيسى { كُفِرَ } مبنياً للفاعل فَمَنْ يراد بها قوم نوح عليه السلام لا غير . وفي هذه القراءة دليل على وقوع الماضي بغير قد خبراً لكان وهو مذهب البصريين ، وغيرُهم يقول لا بد من وقوع قد ظاهرة أو مقدرة ، وجوز أن تكون { كَانَ } زائدة كأنه قيل : جزءاً لمن كفر ولم يؤمن .